اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 239
الإسلام[1]وظل أثر الدعوة الوهابية السياسي محدودا في هذا الصراع إذلم يستطع بن سعود طوال ثلاثين سنة من الحروب أن يتجاوز نطاق الدرعية وبعض القرى حولها حتى بلدة الرياض المتاخمه لها ظلت تقاوم ابن سعود قرابة ثلاثين سنة دون أن يجد أهلها في شعار الدعوة الوهابية ما يحملهم على الانحياز لها والخروج على طاعة أميرهم دهام بن دواس. بل أن دهام بن دواس أمير الرياض كان قد ارتضي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبايع عليها عام 1167هـ[2] إلا أنه لما وجد نفسه حيال إقرار بالزعامة لابن سعود وإلا فهو مرتد من أهل النار استنكر ذلك قائلاً: ومن هو ابن مقرن ليحمل مفاتيح الجنة وينذر الناس بالنار[3]. ودلالة ذلك: أن حركة محمد بن عبد الوهاب أدخلت على موازين الصراع المحتدم على أرض نجد عنصر العقيدة، فأصبح هناك أفراد يهاجرون إلى الدرعية مخلفين قبائلهم ليكونوا جنودا للدعوة تحت راية ابن سعود وقد كان كل من الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد سعود بن مقرن عونا لصاحبة وعبئا عليه في نفس الوقت. فمحمد بن سعود كان عونا لابن عبد الوهاب بما أتاح له من مأمن الإقامة وحرية الدعوة إلى فكره ومنهجه وفى نفس الوقت كان ابن سعود بما اشترطه من الإمارة لنفسه ولذريته من بعده عبئا على الدعوه وصاحبها تمثل في شدة المقاومة التي واجه بها أمراء سائر البلاد هذه الدعوة استكبارا منهم عن الدخول في طاعة ابن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب كان عونا لابن سعود في بسط نفوذه على قبائل وأماكن لم يكن ليحلم ببسط نفوذه عليها إذا لم تكن إمارة الدرعية إلا إحدى صغريات الإمارات في نجد[4]وفي نفس الوقت كان الشيخ عبئا علي ابن سعود من مهمة التصدي لسائر العرب المنكرين لهذه الدعوة من أول يوم. [1] ابن بشر. عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1 ص 73 وقد عنون المؤلف هذه الصفحة بعنوان الغزوات التي يكرر فيها المؤلف وصف أهل الدرعية بالمسلمين ورمي أهل القرى المجاورة بالكفار. [2] المرجع السابق. ص 43 [3] أمين الريحاني، تاريخ نجد الحديث وملحقاته. ص:44 [4] د. محمد ضياء الدين. تاريخ الشرق والخلافة العثمانية. ص 101
اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 239