اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 216
وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [1] أي حتى يمتنع على المعاندين فتنة الراغبين في الدخول في دين الله، وحتى يصبح الطريق مفتوحاً ليختار الإنسان العقيدة التي يرضاها بدون إجبار {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [2].
ولم تخرج الدعوة الوهابية عن هذا المنهج قيد شعرة فلم يكن جهاد محمد بن عبد الوهاب واتباعه إلا لرد عادية المعتدين عليهم الراغبين في فتنتهم عن دينهم وفي ذلك يقول: وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلا دون النفس والحرمة فإنا تقاتل على سبيل المقابلة"[3]ويستشهد بقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [4].
ويتفرع عن وجوب جهاد العدو وجوب معرفته فإن معرفة العدو هي المقدمة الصحيحة لكمال التصدي له وعدم الوقوع في شركه. وفي سبيل توفير هذه المعرفة أفاض الشيخ في تبيان معالم أهل الحق الذين تجب مقاومتهم والحذر منهم وعدم موالاتهم مهما كانت قوتهم وضعف المسلمين، ويؤكد على صدق الإيمان مرهون بعداوة أهل الباطل فيقول:
" إن الإنسان لا يستقيم له دين ولا إسلام ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء "[5]ويستشهد بالآية الكريمة: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ} [6].
ولعله مما يؤكد صدق التزام أبن عبد الوهاب بإقامة فريضة الجهاد كما أرادها الله دفعا لعدوان المعتدين وتحريراً لإرادة الإنسان من سلطان الطواغيت. [1] سورة البقرة آية: 193 [2] سورة البقرة آية: 256 [3] الدرر السنية ج 1 ص 56 [4] سورة الشورى آية: 40 [5] الدرر السنية ج 7 ص 53 [6] المجادلة آية 22
اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 216