اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 153
ابن عبد الوهاب من هذه القضية والتي ألمحنا آنفا إلى مدى الصراع الذي استمر بين الفقهاء والصوفية فترة طويلة نستطيع أن نقول أنه أشعل نارها: بموقفه من أفعال العامة من الأولياء حول الأضرحة ويقول في ذلك:"وأما ما صدر من سؤال الأنبياء والأولياء بالشفاعة بعد موتهم وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها والسرج والصلاة عندها واتخاذها أعيادا وجعل السدنة والنذور لها فكل ذلك من حوادث الأمور" [1] فرفض ابن عبد الوهاب لهذه الأمور أشعل الجدال والقتال حول هذه المفاهيم مما سنتناوله بالتفصيل.
يستطيع الباحث المنقب في جوانب شخصية ابن عبد الوهاب أن يجد الصلابة والقدرة على مواجهة الخصوم وتحليل الآراء المخالفة وتفنيدها ودستوره الكتاب والسنة فما وافقهما فهو حق وما خالف واحدا منهما فهو باطل ومردود.
ويترتب على منهجه هذا أن قبل كل ما يجد له برهانا من ربه أو سندا صحيحا من سنة رسوله، وسطر منهجه فقال:" ولست ـ ولله الحمد ـ أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه، أو متكلم، أو إمام من الأئمة الذي أعظمهم، مثل ابن القيم، والذهبي، وابن كثير، وغيرهم بل أدعو إلى وحده لا شريك له وأدعو إلى الله وحده لا شريك له وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2)
رفض ابن عبد الوهاب أي عمل أو فكر يخرج عن هذا الدستور واعتبره بدعة، فعاب على المتصوفة الإسراف في تعذيب النفس وحرمانها مما أحل الله فيقول:" تركهم الواجب ورعا، وتعبدهم بتحريم الطيبات من الرزق وتعبدهم بترك زينة الله". (3)
هاجم ابن عبد الوهاب اعتكاف المتصوفة في خلواتهم وبعدهم عن ممارسة الحياة وتعمير هذا الكون بشريعة الله فيقول:" وكذلك أيضا من أعظم الناس ضلالا متصوفة في معكال وغيره، مثل ولد موسى بن جوعان وسلامة بن مانع، وغيرهما، يتبعون مذهب ابن عربي وابن الفارض وقد ذكر [1] الدرر السنية ـ كتاب العقائد ـ جـ 1 ص 58.
(2) ابن غنام ـ تاريخ نجد ـ الرسالة الأولى ص 215.
(3) مجموعة التوحيد ـ الرسالة الأولى ـ مسائل الجاهلية ص 239.
اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 153