responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلوك في طبقات العلماء والملوك المؤلف : الجُنْدي، بهاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 474
الدّين بِهِ تفقه غَالب الطَّبَقَة الْمُتَأَخِّرَة من غَالب نواحي الْيمن إِذْ قَصده الطّلبَة من نواح مُخْتَلفَة وتفقهوا بِهِ وعادوا بلدانهم فنشروا بهَا الْعلم وَكَانَ عَالما مُبَارَكًا عَظِيم الْقدر وَله مصنفات مفيدة مِنْهَا كتاب الدّرّ فِي الْفَرَائِض وَله مُخْتَصر سَمَّاهُ الدُّرَر يبين بِهِ مشكلات الْمُهَذّب وَله أسئلة غَرِيبَة عَن مُشكل التَّنْبِيه سَيرهَا إِلَى بَغْدَاد على يَد الإِمَام مُحَمَّد بن الْحسن الصغاني وَأعَاد الْجَواب من البادراوي من بَغْدَاد وَأجَاب عَلَيْهَا جمَاعَة من علمائها وَأجَاب عَنْهَا أَيْضا مُحَمَّد بن يُوسُف الشويري الْمُقدم ذكره وَجَوَابه أرْضى الْأَجْوِبَة عَنْهَا وَقد ذكرت ذَلِك
وَمن أَعْيَان أَصْحَابه بزبيد مُحَمَّد بن الْخطاب وَابْن عَاصِم وَابْن القلقل وَرُبمَا كَانَ القوقلي وَعبد الْوَاحِد بن مبارك السحيلي وَعمر بن مَسْعُود الأبينيان وَحسن الشرعبي وَعبيد بن أَحْمد من السهولة وَلَقَد أخبر الثِّقَة أَنه خرج فِي درسته سِتُّونَ مدرسا وَيَأْتِي إِن شَاءَ الله ذكر من تحققته مِنْهُم مُبينًا فِي مَوْضِعه وَكَانَ يحفظ التَّنْبِيه عَن ظهر غيب ثمَّ لَا يزَال حَامِلا لَهُ فَقيل لَهُ فَأَنت تحفظه فَلم تحمله قَالَ احْتج بِهِ على أهل المراء وَكَانَ راتبه كل يَوْم سبع الْقُرْآن أَخذ ذَلِك عَن شَيْخه إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا مقدم الذّكر وَكَانَ ذَا ورع لوزم على قَضَاء زبيد فَامْتنعَ ولوزم على التدريس فَامْتنعَ ورسم عَلَيْهِ أَيَّامًا وَهُوَ مصمم على الِامْتِنَاع مَعَ الْفقر وَعدم مَا يقوم بِهِ
وَبِالْجُمْلَةِ ففضله أَكثر من أَن يحصر وَكَانَت وَفَاته خَامِس رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَخَلفه ابْنه أَحْمد وَكَانَ فَقِيها فرأس ودرس إِلَى أَن توفّي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَله ذُرِّيَّة بزبيد يجللون ويحترمون ببركته
وَمِنْهُم أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن القلقل بقافين مخفوضتين الأولى بعد الْألف وَاللَّام وَبَين القافين لَام سَاكِنة وَبعد الْأَخِيرَة لَام أَيْضا سَاكِنة كَانَ فَقِيها جليل الْقدر محققا مدققا وَله فَتَاوَى تدل على فقهه وسعة فَضله لوزم على تدريس المنصورية ورسم عَلَيْهِ بذلك فَامْتنعَ وَأقَام أَيَّامًا بالترسيم اتَّصل فِي أَثْنَائِهَا الْعلم بِمَوْت الْمَنْصُور صَاحب الْمدرسَة فَانْظُر هَؤُلَاءِ وورعهم كَيفَ يطْلبُونَ ويرسم عَلَيْهِ فِي قبُول المناصب وَأخذ الرزق عَلَيْهَا فيتورعون عَن ذَلِك وَكَانَ غَالب أَحْوَالهم الْفقر

اسم الکتاب : السلوك في طبقات العلماء والملوك المؤلف : الجُنْدي، بهاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 474
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست