responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلوك في طبقات العلماء والملوك المؤلف : الجُنْدي، بهاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 473
الْفَقِيه من صلَاته صَاح بِالصَّبِيِّ يَا قدار اذْهَبْ أذهبك الله وَإِذا بِالصَّبِيِّ قد نفر على شبه الطَّائِر وَخرج من الطَّاقَة الَّتِي حصل مِنْهَا الْكَلَام كَأَنَّهُ طَائِر
ثمَّ إِن امْرَأَته عَادَتْ فَلم تَجِد الصَّبِي فَقَالَت يَا سَيِّدي أَيْن ابْني قَالَ أمره عَجِيب ثمَّ أخْبرهَا بِمَا كَانَ مِنْهُ جَمِيعه فَقَالَ لَو قلت لي يَوْم وَلدته كنت قتلته
فَقَالَ قد كفى الله بِهِ وقلعه ثمَّ لبث الْفَقِيه مُدَّة سنتَيْن فَتحصل لَهُ شَيْء من الْقُوَّة من أرضه فعزم أَن ينزل بِهِ إِلَى عدن فَسَار حَتَّى صَار بالمفاليس ولقيه الحرس ونقيبهم يَوْمئِذٍ شَاب جميل الْخلق فحين رأى الْفَقِيه أقبل يسلم عَلَيْهِ بِسَلام حسن سَلام عَارِف مؤالف
فأنزله بِمَنْزِلَة جَيِّدَة وَصَارَ يتَكَرَّر بحوائجه وَيَقُول لأَصْحَابه اخدموا الْفَقِيه فَهُوَ رجل صَالح فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل هُوَ نقيب العشارين لَا نَعْرِف فِيهِ الْخَيْر إِلَّا لَك فَعجب الْفَقِيه ثمَّ سَافر إِلَى عدن فَقضى حَوَائِجه وَعَاد المفاليس فَلَمَّا صَار بهَا وَصله النَّقِيب وَتَوَلَّى خدمته فَقَالَ لَهُ الْفَقِيه يَا هَذَا بِمَ استحققت مِنْك هَذِه الْمُوَالَاة فَقَالَ يَا سَيِّدي لَك عَليّ حُقُوق كثير أما تعرفنِي قَالَ لَا قَالَ أَنا عَبدك قدار فَقَالَ أَنْت قدار فَقَالَ نعم يَا سَيِّدي لَك عَليّ حُقُوق كثير لَو علمت أَنَّك تقبل ضيافتي لأضفتك لَكِن معي هذَيْن الزنبيلين وأحضرهما أحب أَن تحملهما إِلَى والدتي فِي أَحدهمَا كسْوَة لَهَا وَفِي الآخر طيب فَلم يُمكن من الْفَقِيه إِلَّا جبر بَاطِنه وَأخذ مَا جَاءَ بِهِ وَلما وصل بَلَده أخبر زَوجته بِمَا جرى مَعَه فعجبت ثمَّ أخذت حطبا وَأوقدت التَّنور فَلَمَّا اشْتَدَّ لهيبه أَلْقَت فِيهِ الأجبين بِمَا فيهمَا وَلم تفتحهما وَكَانَ وجود هَذَا الْفَقِيه فِي صدر المئة السَّابِعَة وَهُوَ آخر من تحققت من بني المصوع
ثمَّ اعْلَم أَن أَكثر بلد الْيمن من زمن مُتَقَدم على زَمَاننَا فُقَهَاء ومتفقهين وعلماء محققين مَدِينَة زبيد الْمُتَقَدّم ذكرهَا على مَا تحققته قد مضى ذكره والمتأخر جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحسن عَليّ بن قَاسم بن العليف بن عبس بن سُلَيْمَان بن عمر بن نَافِع الشراحيلي الْحكمِي من حكم حرض قدم زبيد بعد أَن تحكم بقرية الشويري على إِبْرَاهِيم بن زَكَرِيَّا مقدم الذّكر ثمَّ لما قدم زبيد أَخذ عَن الْفَقِيه عَبَّاس بن مُحَمَّد مقدم الذّكر وَدخل مَدِينَة ذِي أشرق فَأدْرك القَاضِي مَسْعُود فَأخذ عَنهُ وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا من أَئِمَّة

اسم الکتاب : السلوك في طبقات العلماء والملوك المؤلف : الجُنْدي، بهاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 473
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست