اسم الکتاب : السفر الخامس من كتاب الذيل المؤلف : الأنصاري، المراكشي الجزء : 1 صفحة : 86
وإلا أكن كل الجواد فإنني ... على الزاد في الظلماء غير لئيم قال أحدهم:
فلولا إن امرءا خاف ربا؟. (البيت) ، هذا كلام لا يصدر إلا عن الرصين المهذب، الذي لا تستفزه ذوات العيون والبنان المخضب، وما أقربه من منزلة الفلاح، من خاف ربه في مواصلة الملاح، ولشد ما أبرق في شعره وأرعد، وتهدد وتوعد، وموه وشعوذ، واستطال على الجزالة وأستحوذ، - عفا الله عنه - إن لم يكن ذا صارم عضب، فإنه ذو لسان عذب.
وتاليه على أحسن هدي وأم، وهما في الخشية رضيعا ثدي أم، وصاحبته واعظة فصيحة، نصحته والدين النصيحة، كررت الوعظ، وكسرت النعظ، لله درها، لقد على في الصالحات قدرها.
والثالث غير مبخوس الكيل، وهو القائل: فلا تك طامعا في النيل، وإنه في النسيب، لموفور النصيب، وإن حرمته صاحبته وصلا، وجعلته حرام بتلا، فقولها: " وربتما يحلل بالإجارة "، دليل على إن قد لان بعض الحجاره، وقد أوجدت السبيل إلى التحليل، غير إن رب للتقليل.
وليتني كنت جارا، لمن أصار حسن الجارة قلبه لها وجارا، هذا العاشق حقا، وسحقا لمن قال: " فسلي ثيابي من ثيابك " سحقا، لقد توسل في شعره بلطيف سبب، وأشار إلى شريف نسب، وأجاد الخضوع لمحبوبه والضراعه، حتى كاد يمد إلى مطلوبه ذراعه.
اسم الکتاب : السفر الخامس من كتاب الذيل المؤلف : الأنصاري، المراكشي الجزء : 1 صفحة : 86