اسم الکتاب : السفر الخامس من كتاب الذيل المؤلف : الأنصاري، المراكشي الجزء : 1 صفحة : 85
وعصيت في النصح عمرك وزيدك، وأتبعت الأثر وتركت صيدك، ودراك دراك [1] ، سكون الحراك، وخل عنك ساجعات الأيك، وقل لها وراءك وإليك، ثم ما أنت وعهد ساكنات الخيام، وإن كانت من مباركات الأيام!! كم تسأل عن أنباء سعاد سعدا!! هلا قلت قول الألباء سحقا للهوى وبعدا؛ هذا أوان الشر، با من أرمى على الأشر، فتعال فلنخلع تلك اللينات من الملابس، ولنرجع عن الترهات البسابس، ولنذر الديار وساكناتها، ولنقر الأطيار على وكناتها، ولنذهب في منهاج من صالح العمل، ولنتأهب لانزعاج ليس يسعى به الجمل، هذا والله هو الرأي السديد، عند ذوي الرأي الحديد، ومع هذا فلابد أن نسلك في مسألتك أدنى سبل الإسعاف، ونتمسك من الجواز بالأحبل الضعاف، ونتذوق حلاوة أخبار الاستهتار فلها طعم لذيذ، ونصدق إزراء من أتانا بها صفراء يزعم إنها نبيذ.
وقد ذكرت أن قوما من الشعراء، ذيلوا لي بيتا قد كان عندي منبوذا بالعراء، وأردت أن أقف على أبياتهم، وأعرف كيف تفاوتهم في غاياتهم، وزعمت أن لي بصرا بالتفريق، بيم من سار قصدا أو حاد عن الطريق، فسأقف عليها وإن كان الباع قصيرا، ولم يكن الناقد بصيرا:
فإن لا أكن كل الشجاع فإنني ... بضرب الطلى وإلهام حق عليم (2) [1] م: ودارك در السكوت.
(2) ورد الشطر الثاني من هذا البيت في الأصول كالشطر الثاني من البيت الذي يليه، وهو خطأ لعله سهو من الناسخ، والبيتان لبعض بني أسد وقال التبريزي في شرح الحماسة إنهما لعبد العزيز بن زرارة، وأنظر شرح المرزوقي 1: 378 (القطعة: 83) .
اسم الکتاب : السفر الخامس من كتاب الذيل المؤلف : الأنصاري، المراكشي الجزء : 1 صفحة : 85