اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 168
عن سهل بن سعد قال: كان قتال في بني عمرو بن عوف فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتاهم بعد الظهر ليصلح بينهم, فقال: "يا بلال إذا حضرت الصلاة ولم آت, فمر أبا بكر فليصل بالناس" قال: فلما أن حضرت العصر أقام بلال الصلاة ثم أمر أبا بكر فتقدم وصلى بهم, وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدما دخل أبو بكر في الصلاة, فلما رأوه صفحوا, وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشق الناس حتى قام خلف أبي بكر, وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت, فلما رأى التصفيح لا يمسك عنه التفت فرأى النبي -صلى الله عليه وسلم- خلفه فأومأ إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده أن امضه, فقام أبو بكر كهيئته فحمد الله على ذلك, ثم مشى القهقرى قال: فتقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصلى بالناس.
فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال: "يا أبا بكر, ما منعك إذ أومأت إليك ألا تكون مضيت؟ " قال: فقال أبو بكر: لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال للناس: "إذا رابكم في صلاتكم شيء, فليسبح الرجل ولتصفح النساء" أخرجه أحمد وأبو حاتم في التقاسيم والأنواع, وأبو داود والنسائي.
"شرح" التصفيح مثل التصفيق.
ذكر اختصاصه -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر بأنه لا ينبغي أن يتقدمه غيره:
عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره" أخرجه الترمذي وقال: غريب, وخرجه السمرقندي ولفظه: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ليصل أبو بكر للناس" قالوا: يا رسول الله لو أمرت غيره؟ قال: "لا ينبغي لأمتي أن يؤمهم إمام وفيهم أبو بكر" وخرجه في الفضائل ولفظه: قالت: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الأنصار ليصلح بينهم في شأن, فحضرت الصلاة فقال بلال لأبي بكر: قد حضرت الصلاة وليس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاهدًا, فهل لك أن أؤذن وأقيم وتصلي بالناس؟ فقال: إن شئت, فأذن بلال وأقام فتقدم أبو بكر وصلى
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 168