اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 62
فرجته بلسان غير ملتبس ... عند الحفاظ وقلب غير مذؤد
إذا قناة امرئ أزرى بها خور ... هز ابن سعد قناة صلبة العود
أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب
أمها فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت قبل وفاة النبي خطبها عمر بن الخطاب إلى أبيها علي فقال: إنها صغيرة. فقال عمر: زوجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لم يرصده أحد. فقال له: علي أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها فبعثها إليه ببرده فقال لها: قولي له: هذا البرد الذي قلت لك عليه. فقالت: ذلك لعمر. فقال لها: قولي له: قد رضيت رضي الله عنك ووضع يده عليها. فقالت له: أتفعل هذا؟ لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك, ثم جاءت أباها فأخبرته وقالت له: بعثتني إلى شيخ سوء. قال: يا بنية, إنه زوجك فجاء عمر فجلس إلى المهاجرين في الروضة وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون. فقال: ارفئوني فقالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل سبب ونسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري" وكان لي به صلى الله عليه وسلم النسب والسبب فأردت أن أجمع غليه الصهر فرفأوه, فتزوجها على مهر أربعين ألفا فولدت له زيدا ورقية, وتوفيت أم كلثوم وابنها زيد في وقت واحد وكان زيد قد أصيب في حرب كانت بين بني عدي خرج ليصلح بينهم فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه, فعاش أياما ثم مات هو وأمه وصلى عليهما عبد الله بن عمر وقدمه الحسن بن علي وذلك بعد وفاة عمر بن الخطاب, ولما قتل عنها عمر تزوجها عون بن جعفر.
وقيل لما تأيمت أم كلثوم بنت علي من عمر بن الخطاب دخل عليها الحسن والحسين أخواها فقالا لها: إنك ممن قد عرفت سيدة نساء المسلمين وبنت سيدتهن وإنك والله إن أمكنت عليا من رمتك لنكحك بعض أيتامه, ولئن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لا تصيبينه فو الله ما لبثا حتى طلع علي يتكئ على عصا فجلس فحمد الله وأثنى عليه وذكر منزلتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: قد عرفتم عندي يا بني فاطمة, وآثرتكم على سائر ولدي لمكانكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتكم منه. قالوا: صدقت رحمك الله فجزاك عنا خيرا. فقال: أي بنية, إن الله عز وجل قد جعل أمرك بيدك, وأنا أحب أن تجعليه بيدي. فقالت: أي أبت إني امرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء وأحب أن أصيب مما تصيب النساء من الدنيا, وأنا أريد أن أنظر في أمر نفسي. فقال لها: لا يا بنية ما هذا من رأيك وما هو إلا رأي هذين قام فقال: والله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين, فأخذا بثيابه فقالا: اجلس يا أبانا فو الله ما على هجرتك من صبر.
فقالا لها اجعلي أمرك بيده. فقالت: قد فعلت. قال: فإني قد زوجتك من عون بن جعفر وإنه لغلام. وبعث لها بأربعة آلاف درهم وأدخلها عليه وبقيت معه حتى ما عنها قتيلا في وقعة كربلاء وهي مع أخيها الحسين ورجعت مع السبايا من العراق إلى الشام ثم إلى المدينة وذلك في قصة مشهورة وتوفيت في المدينة.
أم كلثوم ابنة عقبة بن أبي معيط
أسلمت وهاجرت وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت هجرتها سنة 7 هجرية وتزوجها زيد بن حارثة فقتل عنها يوم مؤتة, ثم تزوجها الزبير بن العوام فولدت له زينب وطلقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف فولد إبراهيم وأحمد وغيرهما. ومات عنها فتزوجها عمرو بن العاص فماتت عنده وكانت أول مهاجرة من مكة إلى المدينة.
قيل: مشت على قدميها من مكة إلى المدينة ولما عزمت على المهاجرة أتى أخواها عمارة والوليد يطلبانها فنزلت الآية: (فإن علمتموهن مؤمنت فلا ترجهوهن إلى الكفار) (الممتحنة: 10) وكانت أم كلثوم أخت عثمان
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 62