اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 527
فكاد يدقها.
وقال له: لا بد أن تنفذ حكمي فتركه لا يعي ما يفعل, فقيل له: عليك بسلم بن زياد فإنه محبوس في السجن يطالبه ابن الزبير بمال فذهب إليه وقص عليه قصته.
فقال له: كم صداقها؟ قال: أربعة آلاف دينار فأمر له بها وبألفين للنفقة فقال الفرزدق في ذلك:
دعي مغلق الأبواب دون فعالهم ... ولكن تمشي بي هبلت إلى سلم
إلى من يرى المعروف سهلا سبيله ... ويفعل أفعال الرجال التي تمني
ولما ذهب إلى ابن الزبير ونقده المال سلمها له ومالها معها فقال الفرزدق: خرجنا ونحن متناغضان فعدنا ومحن متحابان وأنشد يقول لها:
هلمي لابن عمك لا تكوني ... كمختار على الفرس الحمارا
فجاء بها إلى البصرة فقال جرير:
ألا لا تلم عرس الفرزدق جامحا ... فلو رضيت رمح استه لاستقرت
فقال الفرزدق مجيبا له:
وأمك لو لاقيتها بي مرة ... وجاءت بها جرف إستها لاستقرت
وقيل: إنها لما كرهت الفرزدق حين زوجها نفسه لجأت إلى بني قيس بن عاصم فقال فيها:
بني عاصم لا تجنبوها فإنكم ... ملاجئ للسوءات دسم العمائم
بني عاصم لو كان حيا أبوكم ... للام بنيه اليوم قيس بن عاصم
فبلغهم ذلك الشعر وقالوا له: والله لئن زدت على هذين البيتين لنقتلنك غيلة: وكانت النوادر دائما تتخاصم معه وتغضب منه وتنفر عنه ومكثت معه زمانا طويلا, وهي في نكد وعدم راحة.
وكانت عندما تغضب منه تقول: ويحك أنت تعلم إنك إنما تزوجتني ضغطة وخدعة علي ولم تزل في كل ذلك على مضض حتى حلفت اليمين الموثق, ثم حنثت بها وتجنبت فراشه فتزوج عليها امرأة يقال لها: جهيمة من بني النمر بن قاسط حلفاء لجرير بن عباد بن ضبيعة فجعل يأتي النوار وبه ردغ وعليه الأثر فقالت له النوار: هل تزوجها إلا هدادية؟ -تعني حيا من بني أزد بن عمان- فقال الفرزدق:
تريك نجوم الله والشمس حية ... كرام بنات الحارث بن عباد
أبوها الذي قاد النعامة بعدما ... أبت وائل في الحرب غير تمادي
نساء أبوهن الأغر ولم تكن ... من الأزد في جاراتها وهداد
ولم يك في الحي الغموض محلها ... ولا في العمانيين رهط زياد
عدلت بها مثل النوار فأصبحت ... وقد رضيت بالنصف بعد بعاد
ولم تزل النوار بالفرزدق ترفق به وتستعطفه حتى أجابها إلى طلاقها وأخذ عليها أن لا تفارقه ولا تبرح من منزله ولا تتزوج غيره بعده ولا تمنعه من مالها ما كانت تبذله له.
وأخذت عليه أن يشهد الحسن
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 527