اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 472
فلا يبعدنك الله يا توب هالكا ... أخا الحرب إن دارت عليك الدوائر
فآليت لا أنفك أبكيك ما دعت ... على فنن ورقاء أو طار طائر
قتيل بني عوف فيا لهفتا له ... وما كنت إياهم عليه أحاذر
ولكنما أخشى عليه قبيلة ... لها بدروب الروم باد وحاضر
وقالت ترثيه:
كم هاتف بك من باك وباكية ... يا توب للضيف إذ تدعى وللجار
وتوب للخصم إن جاروا وإن عندوا ... وبدلوا الأمر نقصاً بعد إمرار
إن يصدروا الأمر تطلعه موارده ... أو يوردوا الأمر تحلله بإصدار
وقالت ترثيه:
هراقت بنو عوف دماً غير واحد ... له نبأ نجد به سيغور
تداعت له أفناء عوف ولم يكن ... له يوم هضب الرهدتين نصير
وقالت ترثيه:
يا عين بكي بدمع دائم السجم ... وابكي لتوبة عند الروع واليهم
على فتى من بني سعد فجعت به ... ماذا أجن به في الحفرة الرجم
من كل صافية صرف وقافية ... مثل السنان وأمر غير مقتسم
ومصدر حين يعي القوم مصدرهم ... وجفنة عند نحس الكوكب الشئم
وقالت لقابض وتعذي عبد الله أخا توبة:
دعا قابضاً والموت يخفق ظله ... وما قابض إذا لم يجب بنجيب
وآسى عبيد الله ثم ابن أمه ... ولو شاء نجى يوم ذاك حبيبي
وسأل معاوية بن أبي سفيان يوماً ليلى الأخيلية عن توبة بن الحمير فقال: ويحك يا ليلى أكما يقول الناس كان توبة؟ قالت: يا أمير المؤمنين, ليس كل ما يقول الناس حقاً, والناس شجرة بغي يحسدون أهل النعم حيث كانت وعلى من كانت, ولقد كان يا أمير المؤمنين سبط البنان حديد اللسان شجا للأقران, كريم المختبر, عفيف المئزر, جميل المنظر وهو يا أمير المؤمنين كما قلت له. قال: وما قلت له؟ قالت: قلت ولم أتعد الحق وعلمي فيه:
بعيد الثرى لا يبلغ القوم قفزه ... ألد ملد يغلب الحق باطله
إذا حل ركب في ذاره وظله ... ليمنعهم مما تخاف نوازله
حماهم بنصل السيف من كل فادح ... يخافون حتى تموت خصائله
فقال لها معاوية: ويحك, يزعم الناس أنه كان عاهراً خارباً. فقالت من ساعتها ارتجالاً:
معاذ إلهي كان والله سيداً ... جواداً على العلات جماً نوافله
أغر خفاجياً يرى البخل سبة ... تحلب كفاه الندى وأنامله
عفيفاً بعيد الهم صلباً قناته ... جميلاً محياه قليلاً غوائله
وقد علم الجوع الذي بات سارياً ... على الضيف والجيران أنك قاتله
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 472