responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 469
أحسن الناس وجهاً وزوجها رجل غيور فهو يعزب بها عن الناس فلا يحل بها معهم والله ما يقربها أحد ولا يضيفها فكيف نزلت أنت بها قال: إنما مررت فنظرت إلى الخباء ولم أقربه وكتمها الأمر وتحدث الناس عن رجل نزل بها فضربها زوجها فضربه الرجل ولم يدر من هو, فلما أخبر باسم المرأة وأقر على نفسه تغنى بشعر دل فيه على نفسه فقال:
ألا يا ليلى أخت بني عقيل ... أنا الصحمي إن لم تعرفيني
دعتني دعوة فجزعت عنها ... بصكات رفعت بها يميني
فإن تك غيرة أبريك منها ... وإن تك قد جننت فذا جنوني
وكان الحجاج يقول لليلى الأخيلية: إن شبابك قد ذهب واضمحل أمرك وأمر توبة فأقسم عليك ألا صدقتني هل كانت بينكما ريبة قط؟ أو خاطبك في ذلك قط فقالت: لا والله أيها الأمير إلا أنه قال لي ليلة وقد خلونا كلمة ظننت أنه قد خضع فيها لبعض الأمر فقلت له:
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها ... فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ... وأنت لأخرى صاحب وخليل
فلا والله ما سمعت منه ريبة بعدها حتى فرق بيننا الموت قال لها الحجاج فما كان منه بعد ذلك قالت: وجه صاحباً له إلى حضرنا. فقال: إذا أتيت الحاضر من بني عبادة بن عقيل فاعل شرفاً ثم اهتف بهذا البيت:
عفا الله عنها هل أبيتن ليلة ... من الدهر لا يسرى إلي خيالها
فلما فعل الرجل ذلك عرفت المعنى فقلت له:
وعنه عفا ربي وأحسن حفظه ... عزيز علينا حاجة لا ينالها
ولم يزل على ذلك حتى فرق بينهما الموت ومات توبة في بعض الغزوات قتله بنو عوف بن عقيل في خبر يطول شرحه. وكان ذلك سنة 85 هجرية و695 مسيحية, فلما بلغ خبر قتله ليلى الأخيلية رثته بمراث كثيرة منها:
نظرت وركن من دنانين دونه ... مفاوز حوضي أي نظرة ناظر
لآنس إن لم يقصر الطرف عنهم ... فلم تقصر الأخبار والطرف قاصري
فوارس أجلى شأوها عن عقيرة ... لعاقرها فيها عقيرة عاقر
فآنست خيلاً بالرقي مغيرة ... سوابقها مثل القطا المتواتر
قتيل بني عوف ويثبر دونه ... قتيل بني عوف قتيل لجابر
توارده أسيافهم فكأنما ... تصادرن عن اقطاع أبيض باتر
من الهند وانيات في كل قطعة ... دم زل عن أثر من السيف ظاهر
أتته المنايا دون زغف حصينة ... وأسمر خطى وخوصاء ضامر
على كل جرداء السراة وسابح ... لهن بشباك الحديد وزافر
عوابس تعد والثعلبية ضمراً ... وهن شواج بالشكيم السواجر
فلا يبعدنك الله توبة إنما ... لقاء المنايا دارعاً مثل حاسر
فإن لا تك القتلى بواء فإنكم ... ستلقون يوماً ورده غير صادر

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 469
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست