responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 460
من عجائب الرياحين وغيرها مبسوطة في مجلسها وأمام سريرها, وعهدت بما احتاجت إليه من أمورها وفرقت حشمها من حولها فاشتغلوا بأنفسهم عن ملكتهم لما قد غشيهم من عدوهم ودخوله عليهم في دار ملكهم, وأدنت يدها من الإناء الزجاج الذي كانت فيه الحية فقربت يدها من فيه فتفلت عليها فجفت مكانها وانسابت الحية وخرجت من الإناء ولم تجد حجراً ولا مذهباَ تذهب فيه لإتقان تلك المجالس بالرخام والمرمر والأصباغ, فدخلت في تلك الرياحين ودخل "أغسطس أوكتافيوس" حتى انتهى إلى المجلس فنظر إليها جالسة والتاج على رأسها فلم يشك في أنها تنطق فدنا منها فتبين أنها ميتة, وأعجب بتلك الرياحين, فمد يده إلى كل نوع منها يلمسه ويتبينه ويعجب خواص من معه به ولم يدر ما سبب موتها, فبينما هو كذلك من تناول تلك الرياحين وشمها إذ قفزت عليه تلك الحية فرمته بسمها فيبس شقه من ساعته, وذهب بصره الأيمن وسمعه, فتعجب من فعلها وقتلها لنفسها واختيارها للموت على الحياة مع الذل.
ثم ما كان من إلقاء الحية بين الرياحين فقال في ذلك شعراً بالرومية يذكر حاله وما نزل به وقصتها, وأقام بعدما نزل به ما ذكرنا يوماً وهلك, ولولا الحية قد أفرغت سمها على الجارية ثم على الملكة لكان "أغسطس أوكتافيوس" قد هلك من ساعته.
وكانت كليوباترة دائماً تحب القصف والخلاعة وتألف الملاهي وطالما تمنت أن يكون لها حبيب تركن إليه وتعول في أمورها عليه. ولها أيام لطيفة, وليال ظريفة, ووقائع حسنة, ونوادر مستحسنة.

كنزة أم شملة بن برد المنقري من ولد قيس
كانت من شاعرات العرب المتقدمات في الأدب, اشتراها برد المنقري وتزوجها فولدت له شملة بن برد, وكان من الشجاعة على جانب عظيم, وطالما اقتحم الحروب وأباد الأقران.
فمن شعرها حينما هجمت عليهم العرب عند غياث ولدها شملة قولها:
إن يك ظني صادقاً وهو صادقي ... بشملة يحبسهم بها محبساً أزلاً
فيا شمل شمر واطلب القوم بالذي ... أصبت ولا تقبل قصاصاً ولا عقلاً
وقالت أيضاً:
لهفي على قومي الذين تجمعوا ... بذي السيد لم يلقوا علياً ولا عمراً
فإن يك ظني صادقاً وهو صادقي ... بشملة بحبسهم بها محبساً وعراً
وقد صدق قولها وبلغ الشعر ولدها فقال: والله لأصدقنها قولها. وقصد القوم فقابلهم وأبلى بهم بلاء حسناً واسترد منهم ما سلبوه من قبيلته. ومن شعرها قولها:
ألا حبذا أهل الملا غير أنه ... إذا ذكرت في فلا حبذا هيا
على وجهه مي مسحة من ملاحة ... وتحت الثياب الخزي لو كان باديا
ألم تر أن الماء يخلف طعمه ... وإن كان لون الماء أبيض صافيا
إذا ما أتاه وارد من ضرورة ... تولى بأضعاف الذي جاء طاميا
كذلك مي في الثياب إذا بدت ... وأثوابها يخفين منها المخازيا
فلو أن غيلان الشفي بدت له ... مجردة يوماً لما قال ذا ليا

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 460
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست