اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 430
إلى تبع فقالوا: تبعثنا على رجل يقاتلنا بالنهار ويضيفنا بالليل فتركه وانصرف.
فريدة مولاة آل الربيع
هي مولدة نشأت بالحجاز، ثم وقعت إلى آل ربيع فعلمت الغناء في دورهم، ثم صارت إلى البرامكة، فلما قتل جعفر بن يحيى ونكبوا هربت وطلبها الرشيد فلم يجدها ثم صارت لى الأمين.
فلما قتل خرجت فتزوجها الهيثم بن مسلم فولدت له ابنه عبد الله، ثم مات عنها فتزوجها السندي بن الجرشي وماتت عنده ولها صنعة جيدة في شعر الوليد بن يزيد:
ويح سلمى لو تراني ... لعناها ما عناني
واقفا في الدار أبكي ... عاشقا حور الغواني
ومن صنعتها أيضا:
ألا أيها الركب النيام ألا هبوا ... نسائلكم هل يقتل الرجل الحب
ألا رب ركب قد وقفت مطيهم ... عليك ولولاك أنت لم يقف الركب
فريدة جارةي الواثق
كانت لعمر بن بانة وهو أهداها إلى الواثق وكانت من الموصوفات المحسنات، وكانت حسنة الوجه حسنة الغناء حادة الفطنة والفهم وتزوجها المتوكل بعد الواثق.
وقال صاحب "الأغاني" عن محمد بن الحارث إنه قال: كانت لي نوبة في خدمة الواثق في كل جمعة إذا حضرت ركبت على الدار فإن نشط إلى الطرب أقمت عنده. وإن لم ينشط انصرفت.
وكان رسمنا أن لا يحضر أحدنا إلا بنوته فإني لفي منزلي في غير يوم نوبتي غذ أرسل الخليفة من هجموا علي وقالوا لي: أجب أمير المؤمنين فقلت: هذا اليوم لم يحضرني امير المؤمنين قط لعلمكم غلطتم.
فقالوا: الله المستعان لا تطول وبادر فقد أمرنا أن لا ندعك تستقر على الأرض، فداخلني فزع شديد وخفت أن يكون ساع قد سعى بي أو بلية حدثت في رأي الخليفة علي، فتقدمت بما أردت وركبت حتى وافيت الدار، فذهبت لأدخل على رسمي من حيث كانت أدخل فمنعت وأخذ بيدي الخدم، فأدخلوني وعدلوا بي إلى طرق لا أعرفها فزاد ذلك في جزعي وغمي.
ثم لم يزل الخدم يسلمونني من خدم على خدم حتى أفضيت إلى دار مفروشة الصحن ملبسة الحيطان بالوشي المنسوج بالذهب، ثم أفضيت غلة رواق أرضه وحيطانه ملبسة بمثل ذلك، وإذا بالواثق في صدره على سرير مرصع بالجواهر وعليه ثياب منسوجة بالذهب وإلى جانبه فريدة جاريته عليها مثل ثيابه وفي جحرها عود، فلما رآني قال: جودت والله يا محمد غلينا إلينا فقبلت الأرض ثم قلت: خيرا يا أمير المؤمنين، قال: خيرا أرى أما تنظر ما نحن فيه أنا طلبت والله ثالثا يؤانسنا فلم أر أحق منك فبحياتي بادر فكل شيئا من الطعام وبادر غلينا فقلت: قد والله يا سيدي أكلت وشربت أيضاً.
قال: فاجلس فجلست. وقال: هاتوا لمحمد رطلا في قدح، فأحضر ذلكن ثم قال لفريدة: غني. فغنت:
أهابك إجلالا وما بك قدرة ... علي ولكن ملء عين حبيبها
وما هجرتك النفس يا ليل أنها ... قلتك ولا إن قل منك نصيبها
فجاءت والله بالسحر وجعل الواثق يجاذبها، وفي خلال ذلك تغني الصوت بعد الصوت، وأغني أنا في خلال
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 430