اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 357
وهي أكثر من هذا، وولدت أم هانئ لهبيرة عمرا - وبه كان يكنى هبيرة وهانئا ويوسف وجعدة.
وقيل: ما أخبر أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئ فإنها حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل فسبح ثماني ركعات ما رأيته صلى صلاة أخف منها غير أنه كان يتم الركوع والسجود.
فارعة ابنة أبي الصلت الثقفية أخت أمية بن أبي الصلت
كانت من أديبات العرب الشاعرات العاقلات الجميلات الهيئة والمنظر، وكانت من الصحابيات المحدثات الصادقات فيا لرواية أخذ عنها كثير من التابعين.
فلما مات أمية قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن وفاة أخيها فقالت: إني رأيت بينما هو راقد إذ أتاه رجلان فكشطا سقف البيت ونزلا فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه. فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه أوعى قال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: وعى. قال: أزكا؟ قال: زكا قال: فسألته عن ذلك فقال: خير أريد بي ثم قطرت عينه ثم غشي عليه فلما أفاق قال:
كل عيش وإن تطاول دهرا ... صائر أمره إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في قلال الجبال أرعى الوعولا
اجعل الموت نصب عينيك واحذر ... غولة الدهر إن للدهر غولا
إن يوم الحساب يوم عظيم ... فيه شيب الصغار يوما ثقيلا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فما أطيبه من شعر سألتك بالله أعيديه) . فأعادت عليه شعر أخيها وأنشدت شعرا يدا، فقالت:
لك الحمد والنعماء والفضل ربنا ... فلا شيء أعلى منك جدا وامجد
مليك على عرش السماء مهيمن ... لعزته تعنو الوجوه وتسجد
وهي قصيدة طويلة حتى أتت على آخرها ثم إنها أنشدته قصيدته التي يقول فيها:
عند ذي العرش يعرضون عليه ... يعلم الجهر والكلام الخفيا
يوم تأتيه وهو رب رحيم ... إنه كان وعده مأتيا
يوم نأتيه مثل ما قال فردا ... لم يذر فيه راشدا وغويا
أسعيد سعادة أنا أرجو ... أو مهابا بما كسبت شقيا
رب إن تعف فالمعافاة ظني ... أو تعاقب فلم تعاقب بريا
إن أواخذ بما اجترمت فإني ... سوف ألقى من العذاب فريا
وأنشدته قول أخيها أيضا بقصيدته المشهورة التي فيها:
باتت همومي تسري طوارقها ... أكف عيني والدمع سابقها
ما رغب النفس فيا لحياة وإن ... تحيا قليلا فالموت سائقها
ومنها قوله:
يوشك من فر من منيته ... يوما على غرة يوافقها
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 357