responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 347
ولا وضعت أنثى تماما بمثله ... ولا فرحت من بعده بغلام
وما إن بلغتم حيث وجهتم له ... ونغصتم لذات كل طعام
ولما فرغت من شعرها ألقت نفسها على القبر فحركت فوجدت ميتة فدفنت إلى جانبه، فنبت من القبرين شجرتان حتى إذا صارتا على حد قامة التفتا، فكانت المارة تنظر إليهما ولا يعرفان من أي ضرب من النبات، وكثيرا ما أنشدت فيهما الناس فمن ذلك قول الشهاب محمود:
بالله يا سرحة الوادي إذا خطرت ... تلك المعاطف حيث الرند والغار
فعانقيهم عن الصب الكثيب فما ... على معانقة الأغصان من عار
وكانت وفاتها في عاشر شوال سنة 28 للهجرة، ومن قول عفراء:
عداني إن أزورك يا خليلي ... معاشر كلهم واش حسود
أشاعوا ما علمت من الدواهي ... وعابونا وما فيهم رشيد
فأما إذ ثويت اليوم لحدا ... فدور الناس كلهم اللحود
فلا طابت لي الدنيا مذاقا ... لبعدك لا طيب لي العديد
ومن محاسن شعر عروة قصيدته النونية التي أولها:
خليلي من عليا هلال بن عامر ... بصنعاء عوجا اليوم وانتظراني
ولا تزهدا في الأجر عندي وأجملا ... فإنكما بي اليوم مبتليان
ومنها:
ألا فاحملاني بارك الله فيكنا ... إلى حاضر البلقاء، ثم دعاني
على جسرة الأصلاب ناجية السرى ... تقطع عرض البيد بالوخدان
ألما على عفراء إنكما غدا ... بشحطك النوى والبين مفترقان
فيا واشي عفراء ويحكما بمن ... وما والى من جئتما تشيان
بمن لو أراه عانيا لفديته ... ومن لو رآني عانيا لفداني
وهي تسعة وسبعون بيتا قد ضمنها حكاية حالة بألفاظ رقيقة ومعاني أنيقة، وقد تركناها لشهرتها وخوف الخروج عن الموضع.

عقيلة ابنة أبي النجاد بن النعمان
عقيلة ابنة أبي النجاد بن النعمان بن المنذر بن ماء المساء ملك العرب المشهور وجدها النعمان صاحب الخورنق.
وهي من أجمل نساء العرب. وأعلمهن بالأدب وأحوال العرب أياما ووقائع. تعلقها عمرو بن كعب بن النعمان - المذكور- وكان رباه عمه أبو النجاد بعد وفاة والد كعب فشغف بها عمرو واشتد ولوعه وزاد غرامه فخطبها إلى عمه فطلب منه مهرا يعجز عنه، فأشار عليه بعض أصحابه بالخروج إلى أبرويز بن كسرى لما كان بين حدودهما من الوصلة، فلما ذهب في الطريق مر بعراف فبات عنده فاستعلم منه الأمر فاخبره أنه ساع فيما لا يدرك فعاد فوجد عمه قد زوج العقيلة لفزاري فهام على وجهه إلى اليمامة.
فلما بنى بها الفزاري وكان عندها من الشوق لعمرو أضعاف ما عنده لها فكانت تشد الفزاري إذا جن الليل إلى

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست