responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 309
الآذان فثلمت طربا وسرورا.
ومنذ سرحت في أرجاء تلك اليانعة إنسان العيون، وشرحت بأفكار البصيرة أسرار ذلك الدر المصون لم أزل بين طرب أتوشح بوشاحه، وأدب أتعجب من حسن اختتامه وافتتاحه وجعلت أغازل من نرجس تلك الروضة عيونا ملكت مني الحواس وأهصر من غصون ألفاتها كل ممشوق أهيف مياس، وأتأدب في حضرة وردها خوفا من شوكة سلطانه، وإن حياتي بجميل الالتفات ضاحكة عن نفيس جمانه، وإذا بالياسمين الغض قد ألقى نفسه على الثرى ونادى بلسان الإفصاح هل لهذه النضرة نظيرة يا ترى، فأشار المنثور بكفة الخضيب أن لا نظير لتلك الغادة، ونطق الزنبق بلسان البيان لا تكتموا الشهادة، فعند ذلك صفق الطير بأكف الأجنحة وبشر وجرى الماء لإذاعة نبأ السرور، فعثر بذيل النسيم وتكسر، وتمايلت أغصانها المورقة، لسماع هذا الحديث، وأخذت نسماتها العاطرة في السير الحثيث إذاعة لتلك البشائر في العشائر ونشرا لهذا الفضائل التي سارت مسير المثل السائر، فقلت بلسان الصادق الأمين بعد تحقق هذا النبأ اليقين هكذا هكذا تكون الحديقة وإلا وكذلك لتكتب الفضائل وتملي:
وحدثتني يا سعد عنهم فزدتني ... غراما فزدني من حديثك يا سعد
فتحمل عني أيها الصديق تحية إلى ربة هاتيك الحديقة واشرح لديها حديث شغفي بفضلها الباهر على الحقيقة، واعتذر عن كتابي هذا فقد جاء يمشي على استحياء، وكلما حرضه الشوق على القدوم يبطئه الحياء وكيف وقد حل في منبع الفضائل والمقام الذي لم يدع مقالا لقائل، كأني إنما أهدى الثمر إلى هجر وأمنح البحر الخضم بالمطر أدام الله معالي تلك الحضرة وزادها في كل حال بهجة ونضرة ما لاح جبين هلال وبلغ غاية الكمال) . ومن شعرها البديع قولها:
بيد العفاف أصون عز حجابي ... وبعصمتي أسمو على أترابي
وبفكرة وقادة وقريحة ... نقادة قد كملت آدابي
ولقد نظمت الشعر سيمة معشر ... قبلي ذوات الخدر والأحساب
ما قتله إلا فكاهة ناطق ... يهوي بلاغة منطق وكتاب
فبنية المهدي وليلى قدوتي ... وبفطنتي أعطيت فصل خطابي
لله در كواعب نسبوا لها ... نسج العلا لعوانس وكعاب
وخصصن بالدر الثمين وهامت ال ... خنساء في صخر وجوب صعاب
فجعلت مرآتي جبين دفاتر ... وجعلت من نقش المداد خضابي
كم زخرفت وجنات طرسي أنملي ... بعذار خط أواهب شبابي
ولكم أضا شمع الذكا وتضوعت ... بعبير قولي روضة الأحباب
منطقت ربات البها بمناطق ... يغبطنها في حضرتي وغيابي
وحللت في نادي الشعور ذوائبا ... عرفت شعائرها ذوو الأنساب
عوذت من فكري فنون بلاغتي ... بتميمة غرا وحرز حجاب
ما ضرني أدبي وحسن تعلمي ... إلا بكوني زهرة الأباب
ما سائني خدري وعقد عصابتي ... وطراز ثوبي واعتزاز رحاب

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست