اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 232
عليه وسلم مصافياً، وكان قد أبى أن يطلق زينب لما أمره المشركون أن يطلقها فشكر له صنيعه· ولما أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم من الأسر شرط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة فعاد إلى مكة وأرسلها إلى المدينة فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حدثني فصدقني ووعدني فوفى"· ولم تزل زينب بالمدينة وأبو العاص بمكة على شركه، فلما كان قبيل الفتح خرج بتجارة إلى الشام ومعه أموال من أموال قريش ومعه جماعة منهم· فلما عاد لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أميرهم زيد بن حارثة، فأخذ المسلمون ما في تلك العير من الأموال، وأسروا أناساً وهرب أبو العاص بن الربيع، ثم أتى المدينة ليلاً فدخل على زينب فاستجار بها فأجارته· فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح صاحت زينب: يا أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس وقال: "هل سمعتم ما سمعت؟ " قالوا: "نعم· قال: "والذي نفسي بيده ما علمت بذلك حتى سمعتم"· وقال: "يجير على المسلمين أدناهم" ثم دخل على ابنته فقال: "أكرمي مثواه ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له" قالت: إنه جاء في طلب ماله· فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك السرية· وقال: "إن هذا الرجل منا حيث علمتم وقد أصبتم له مالاً وهو مما أفاء الله عليكم وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإن أبيتم فأنتم أحق"· فقالوا: بل نرده عليه، فردوا عليه ماله أجمع فعاد إلى مكة وأدى إلى الناس أموالهم، ثم أسلم وحسن إسلامه· ثم قدم إلى المدينة ورد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته ولم تزل معه حتى توفيت سنة ثمان من الهجرة·
زينب ابنة جزيمة زينب ابنة جزيمة بن حارثة بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها: أم المساكين لكثرة إطعامها وصدقتها عليهم، وكانت تحت عبد الله بن جحش فقتل عنها يوم أحد فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: كانت عند الطفيل بن الحرث بن عبد المطلب بن عبد مناف، ثم خلف عليها أخوه عبيد بن الحارث كانت أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حفصة، ولم تلبث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا يسيراً - شهرين أو ثلاثة - حتى توفيت وكانت وفاتها في حياته صلى الله عليه وسلم لا خلاف فيه·
وقال ابن منده: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً" فكان نساء النبي يتذارعن أيتهن أطول يداً، فلما توفيت زينب علمن أنها كانت أطولهن يداً في الخير، وهذا وهم فإنه صلى الله عليه وسلم قال: "أسرعكن لحوقاً" وهذه سبقته إنما أراد أول نسائه تموت بعد وفاته، وقد تقدم في زينب بنت حجش وهو لها أشبه لأنها كانت كثيرة الصدقة من عمل يدها، وهي أول نسائه، توفيت بعده والله أعلم·
زينب بنت العوام أخت الزبير
وهي أم عبد الله بن حكيم بن حزام أسلمت وبقيت إلى أن قتل ابنها يوم الجمل فقالت ترثيه وترثي الزبير أخاها: أعينيّ جودا بالدموع بأشرعا=على رجل طلق اليدين كريم زبير وعبد الله يدعي لحادث=وذي خلة منا وحمل يتيم قتلتم حواريّ النبي وصهره=وصاحبه فاستبشروا بجحيم وقد هدني قتل ابن عفان قبله=وجادت عليه عبرتي بسجوم
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 232