responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 227
زوي امبراطورية المملكة الشرقية
هي ابنة قسطنطين التاسع زفت إلى رومانوس الثالث سنة 1028م ثم عشق صائغاً يدعى ميخائيل وهو ميخائيل الربع البافلاغوني فأهلكت زوجها وتزوجته فرقي تخت الملك ولم يلبث أن زساء معاملتها فاتفقت مع أخيه وعلى رواية ابن أخيه يوحنا الملقب من ثم ميخائيل الخامس وخلعاه ورقي ميخائيل تحت الملك سنة 1035م فأساء معاملتها أيضاً فأثارت هيجاناً في القسطنطينة وخلعت ميخائيل ورقت مكانه مع أختها تيودورا فتزوجت وكانت في الثالثة والستين من عمرها قسطنطين العاشر مونوماخوس سنة 1042 فصفا لها الجو وحكمت كيف شاءت إلى أن هلكت سنة 1052 ميلادية·

زينب ملكة تدمر
كانت آية زمانها في الجمال ونادرة عصرها في الفضل المقرون بالجلال تعرف عند الرومان ب زنوبيا ملكة الشرق، تولت عرش تدمر بعد زوجها أذينه المقتول عام 267 للميلاد وكان أشتد ساعدها ورسخت في البلاد وطأتها في عاصمتها البناءات الباهية الأنيقة، وغرست في ضراحيها الرياض الزاهية حتى تركتها جنة من الجنان فيها فاكهة، والنخل ذات الأكمام، والحب ذو العصف والريحان· ثم جنحت إلى المغازي والفتوحات ودانت لشدة بأسها العباد، وفتنت ببديع حسنها وسحر أساليبها الملوك، فأسكرها الفوز والنصر وبعثها على التمادي في طلاب العز والتماس الفخر فبعثت بالسرايا والصوائف إلى مصر فقهرتها ولقبت ذاتها بألقاب أهاجت عليها حسد مملكة الرومان، فنوتها وزحف عليها أورليان قيصر روم، فعبأت الجيوش وقابلته على مقربة من أنطاكية فحمص، فهزمها شر هزيمة حتى اعتصمت منه بقاعدة بلادها تدمر، فأدار عليها رحى الحرب حصاراً وقتالاً حتى تداعت له أسوارها عنوة فأعمل في أهلها السيف، وفي قصورها التخريب حتى غادرها قاعا صفصفاً يأوي إليها البوم والقطا، نادبة سالف مجدها المذكور، وقديم عزمها المأثور·
وأما زنوبيا فأسرها أورليان وقادها إلى عاصمة الرومان ذليلة صاغرة حيثما دخلها بموكب حافل وهي ترسف بقيودها الذهبية أمام العواجل، وكان ذلك عام 272 للميلاد فسبحان الحي الباقي من لا عاصم من يديه ولا واقي· وأما تدمر فهي مدينة قديمة ذات آثار عظيمة كانت تعرف بمدينة النخل ويسميها الأقدمون بالميري واقعة بين نهري الفرات والعاصمة تبعد بنحو 90 ميلاً عن حمص إلى الشرق و 150 ميلاً عن دمشق إلى الشمال الشرقي· قيل: إنها سميت باسم تدمر بنت حسان التي بنت المدينة في أيامها والصحيح: أنها من بناء سليمان كما ورد في التوراة وقد زعم العرب أن الجن بنوها له وعلى ذلك يقول النابغة:
إلا سليمان إذ قال الإله له ... قم في البرية فاحددها عن الفند
وخبر الجن أني قد أمرتهم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد·
ولم تنل تدمر عزاً مثل ما نالته في مدة زنوبيا ولم يرجع إليها رونقها الأصلي أبداً حتى صارت خرائب في هذا الزمان يأوي إليها البوم والغربان·

زينب ابنة عبد الله بن عبد الحليم
كانت حنبلية المذهب وهي بنت أخي الشيخ تقي الدين · قال الحافظ ابن حجر: سمعت من ابن الحجار

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست