اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 208
وتزاحمهم على قدر أحلامهم وفضلهم.
وأما قولك: إنهم ليسوا بأكفاء فقاتلك الله يا حجاج ما أقل علمك بأنساب قريش أيكون العوام كفؤا لعبد المطلب بن هشام بتزوجه صفية، وبتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد ولا تراهم أهلا لأبي سفيان فرجع إليه فأعلمه ومن شعر خالد فيها:
أليس يزيد السير في كل ليلة ... وفي كل يوم من أحبتنا قربا
أحن إلى بنت الزبير وقد علت ... بنا العيس خرقا من تهامة أو نقبا
إذا نزلت أرضا تحبب أهلها ... إلينا وإن كانت منازلها حربا
وإن نزلت ماء وإن كان قبلها ... مليحا وجدناه ماء باردا عذبا
تجول خلاخيل النساء ولا أري ... لرملة خلخالا يجول ولا قلبا
أقلوا علي اللوم فيها فإنني ... تخيرتها منهم زبيرية قربا
أحب بني العوام طرّا لحبها ... ومن حبها أحببت أخوالها كلبا
ونشزت سكينة بنت الحسين عليها السلام على زوجها عبد الله بن عثمان فدخلت رملة على عبد الملك بن مروان وهو عند خالد بن يزيد بن معاوية فقالت: يا أمير المؤمنين، لولا أنه يبتذ أمرنا ما كانت لنا رغبة فيمن لا يرغب فينا· سكينة بنت الحسين قد نشزت على ابني· قال: يا رملة إنها سكينة· قالت: وإن كانت سكينة فوالله لقد ولدنا خيرهم، ونكحنا خيرهم، وأنكحنا خيرهم -تعني بمن ولدوا ففاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم-، ومن نكحوا صفية بنت عبد المطلب، ومن أنكحوا النبي صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رملة، غرني منك عروة بن الزبير، فقالت: ما غرك، ولكن نصح لك لأنك قتلت أخي مصعبا فلم يأمني عليك· ولم تزل به حتى أصلح بين سكينة وعبد الله بن عثمان.
رميصاء بنت ملحان
رميصاء بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصارية الخزرجية النجارية، وتلقب أم سليم أم أنس بن مالك· كانت عند مالك بن النضر والد أنس بن مالك في الجاهلية فغضب عليها وخرج إلى الشام ومات هناك، فخطبها أبو طلحة الأنصاري -وهو مشرك- فقالت: إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد ولكنك كافر وأنا مرأة مسلمة فإن تسلم فلك مهري ولا أسألك غيره· فأسلم وتزوجها وحسن إسلامه فولدت له غلاما مات صغيرا وهو أبو عمير وكان معجبا به فأسف عليه، وولدت له عبد الله بن أبي طلحة -وهو والد إسحاق- فبارك الله في إسحاق وإخوته، وكانوا عشرة كلهم حمل عنه العلم· وقيل: إن أبا طلحة لما خطب رميصاء قالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد زينة من الأرض يحبرها حبشي بني فلان؟ قال: بلى، قالت: أفلا تستحي تعبد خشبة؟ إن أنت أسلمت فإني لا أريد منك الصداق غيره· قال: حتى أنظر في أمري· فذهب ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله· فقالت: يا أنس زوج أبا طلحة، فتزوجها· وكانت تغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم· وروت عنه أحاديث· وروى عنها ابنها أنس وكانت من عقلاء النساء رضي الله عنها·
رولاند الفرنساوية
ولدت هذه الفاضلة في 17 اذار (مارس) عام 1754م، من أبوين فقيري الحال، مختلفي الأخلاق والآراء
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز الجزء : 1 صفحة : 208