responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 171
الهطال، مع مطارحة تذهب في الاستفادة مذهب الحكم، وأخلاق تحدث عن لطف الزهر غب الديم مرمى الترنم بذكرها المتعطر بنشر حمدها وشكرها، والنسيم نم بمرآها على الحدائق، والصبح يشرق بنور الشمس الشارق.
روت عن العلماء الأفاضل ورووا عنها، ومنهم: العالم العلامة، البحر الحبر الفهامة، أبوالقاسم بن البراق. ومن عجيب شعرها البديع قولها:
ولما أبى الواشون إلا افتراقنا ... وما لهم عندي وعندك من ثار
وشنوا على أسماعنا كل غارة ... وقل حماتي عند ذاك وأنصاري
غزوتهم من مقلتيك وأدمعي ... ومن نفسي بالسيف والسيل والنار
والبعض يزعم أن هذه الأبيات لبهجة بنت عبد الرزاق، ولكنها لحمد أثبت وأشهر والله أعلم.
وخرجت حمد مرة للوادي مع حبيبة لها فرأت الأزهار في جوانبه تتلألأ كأنها نجوم تساقطت من كبد السماء والماء في النهر يتماوج كأنه قطع من لجين ترمقه عيون ذكاء فأعجبها ذلك المنظر البهج، وأحبت أن تخوض بذلك النهر إتماما لترويح النفس خصوصا لخلوه من الناس فنضت عنها الثياب وعامت، ثم قالت:
أباح الدمع أسراري بوادي ... له للحسن آثار بوادي
فمن نهر يطوف بكل أرض ... ومن روض يروق بكل وادي
ومن بين الظباء مهاة أنس ... سبت لي وقد ملكت فؤادي
لها لحظ ترقده لأمر ... وذاك الأمر يمنعني رقادي
إذا سدلت ذوائبها عليها ... رأيت الأمر يمنعني رقادي
كأن الصبح مات له شقيق ... فمن حزن تسربل بالحداد
وقولها هذه الأبيات الشهير بالبلاد المشرقية وهي:
وقانا لفحة الرمضاء واد ... سقاه مضاعف الغيث العميم
حللنا دوحه فحنا علينا ... حنو المرضعات على الفطيم
وأرشفنا على ظما زلالا ... ألذ من المدامة للنديم
يصد الشمس أنى واجهتنا ... فيحجبها ويأذن للنسيم
يروع حصاه حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النظيم
حميدة ابنة النعمان بن بشير كانت من جميلات نساء العرب، وأعلمهن بفنون الأدب. وكانت في القرن الأول للهجرة ربيت في حجر أبيها مع أختيها: هند وعمرة، فنشأت هي على عز النفس، وصارت لا يرى لها من قرين يقوافها. ومن عزة نفسها كانت كلما تزوجت برجل ورأت فيه عيبا تهجوه بالشعر حتى خافت من لسانها العرب. ومن ذلك أن الحارث بن خالد لما قدم من المدينة على عبد الملك وهو إذ ذاك بدمشق والنعمان بن بشير وال على حمص فخطبها الحارث من أبيها، فزوجه بها ولم تمكث معه غير قليل حتى أساء معاملتها فقالت فيه:
فقدت الشيوخ وأشياعهم ... وذلك من بعض أقواليه
ترى زوجة الشيخ مغمومة ... ولا تمسي بصحبته قاليه

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست