responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 167
قال له: ما وراءك يا عصام؟ قال: ما يكون وراء من وجهه خلق إلى فاعلة تاركة. اقرأ الأبيات تعلم، فلما قرأ الأبيات قال للرسول: ما أسخف عقلك وأجهلك: إنها وعدتني للقبة التي في جنت المعروفة بالكمامة، سر بنا. فبادرا إلى الكمامة فما كان إلا قليل وإذا بها قد وصلت وأراد عتبها فأنشدت:
دعي عد الذنوب إذا التقينا ... تعالي لان عد ولا تعدي
وجلسا على أحسن حالة، وإذا برقعة الكندي الشاعر لأبي جعفر وفيها:
أبا جعفر يا ابن الكرام الأماجد ... كتوم عليم باختفاء المراصد
يبيت إذا يخلو المحب بحبه ... ممتع لذات بخمس ولائد
فقرأها على حفصة فقالت: لعنة الله قد سمعنا بالوارش عليهما فقال لها: بالله سميه لنكتب له بذلك. فقالت: أسميه الحائل لأنه يحول بيني وبينك إن وقعت عيني عليه فكتب له في ظهر رقعته:
يا من إذا أتاني ... جعلته نصب عيني
نراك ترضى جلوسا ... بين الحبيب وبيني
إن كان ذاك فماذا ... تبغي سوى قرب حيني
والآن قد حصلت لي ... بعد المطال بدين
فإن أتيت فدفعا ... منها بكلتا اليدين
أو ليس تبغي وحاشا ... ك أن ترى طير بيني
وفي حنينك في الخم ... ر كل قبح وشين
فليس حقك إلا ... الخلو بالقمرين
وكتب له تحت ذلك ما كان منهما من الكلام وذيل ذلك بقوله:
سماك من أهواه حائل ... إن كنت بعد العتب واصل
مع أن لونك مزعج ... لو كنت تحبس بالسلاسل
فلما رجع إليه الرسول وجده قد وقع بمتمورة النجاسة وصار هتكة، فلما قرأ الأبيات قال للرسول: ارجع وأعلمهما بحالي، فرجع الرسول وأخبرهما بذلك، فكاد أن يغشى عليهما من الضحك وكتبا إليه ارتجالا كل واحد بيتا، وابتدأ أبو جعفر فقال:
قل للذي خلصنا ... من الوقوع في الخرا
ارجع كما شاء الخرا ... ابن الخرا إلى الورا
وإن تعد يوما على ... وصالنا سوف ترى
يا أسقط الناس ويا ... أنذلهم بلا مرا
هذا مدى الدهر تلا ... قي لو أتيت في الكرا
يا لحية تشق في ال ... مخرا وتنشا العنبرا
لا قرب الله اجتما ... عا بك حتى تقبرا

اسم الکتاب : الدر المنثور في طبقات ربات الخدور المؤلف : زينب فواز    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست