اسم الکتاب : الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب المؤلف : ابن ماكولا الجزء : 1 صفحة : 3
مما صرفوه, وتركت التأول الضعيف الذي أجعله طريقا إلى تغليط أئمة هذا الشأن الذين بأقوالهم نقتدي ولآثارهم نقتفي, ولأني كفيت مؤنة التتبع لما أودعوه كتبهم فخف عني أكثر الثقل وسقط عني أعظم العناء وأنا أرغب إلى الله تعالى أن يمدني بالعون والتوفيق وأن يهديني لأحب الطريق ويحرسنى من السهو والخطا والزلل, وما ذلك عليه بعزيز.
حرف الهمزة ءابي, وأَبيّ وأُبيّ
...
حرف الهمزة:
باب ءابي, وأَبيّ وأُبيّ:
أما ءابى بعد الهمزة فهو ءابى اللحم الغفاري له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف في اسمه فقيل: عبد الله بن عبد الملك[1] وقيل: خلف بن عبد الملك[2] وقيل الحويرث بن عبد الله بن خلف بن مالك بن عبد الله بن حارثة بن غفار. قتل يوم حنين وقال ابن الكلبي: ءابي اللحم هو خلف بن مالك بن عبد الله بن غفار لا من ولد حارثة بن غفار, وكان لا يأكل ما ذبح للأصنام, ومن ولده الحويرث [1] قاله خليفة وأبو عبيدة زاد خليفة ص18 "ويقال اسمه خلف بن عبد الملك". وفي الإصابة عن المرزباني "عبد الله بن عبد ملك" قال الحافظ "رأيته بخط الرضى الشاطبي: عبد ملك. بفتح اللام ... ". [2] قاله الهيثم بن عدي وكذا ابن الكلبي وزعم أنه جاهلي وإنما الصحبة لحفيده الحويرث بن عبد الله بن خلف. ويشهد له ما في جمهرة ابن حزم ص176 "وأبو نويرة بن شيطان بن عبد الله بن آبي اللحم قتل يوم اليرموك" ويعارضه أن في الصحابة عمير مولى آبي اللحم روى عن مولاه، ولم يذكره أحد فيما أعلم بلفظ "مولى ابن آبي اللحم" أو "مولى آل آبي اللحم" فالله أعلم.
قال الحميدي: ما راجعت الخطيب في شيء إلا وأحالني على هذا الكتاب، وقال: حتى أكشفه. وما راجعت ابن ماكولا في شيء إلا وأجابني حفظا كأنه يقرأ من كتاب.
قال أبو الحسن محمد بن مرزوق: لما بلغ الخطيب أن ابن ماكولا أخذ عليه في كتاب "المؤتنف" وأنه صنف في ذلك تصنيفا، وحضر ابن ماكولا عنده، وسأله الخطيب عن ذلك، فأنكر، ولم يقر به. أصر، وقال: هذا لم يخطر ببالي. وقيل: إن التصنيف كان في كمه، فلما مات الخطيب أظهره. وهو الكتاب الملقب بـ"مستمر الأوهام".
قال محمد بن طاهر المقدسي: سمعت أبا إسحاق الحبال يمدح أبا نصر بن ماكولا، ويثني عليه، ويقول: دخل مصر في زي الكتبة، فلم نرفع به رأسا، فلما عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.
قال أبو سعد السمعاني: كان ابن ماكولا لبيبا، عالما، عارفا، حافظا، يرشح للحفظ حتى كان يقال له: الخطيب الثاني، وكان نحويا مجودا، وشاعرا مبرزا، جزل الشعر، فصيح العبارة، صحيح النقل، ما كان في البغدايين في زمانه مثله، طاف الدنيا، وأقام ببغداد.
وقال ابن النجار: أحب العلم من الصبا، وطلب الحديث، وكان يحضر المشايخ إلى منزلهم، ويسمع، ورحل وبرع في الحديث، وأتقن الأدب وله النظم والنثر والمصنفات، نفذه المقتدي بالله رسولا إلى سمرقند وبخارى لأخذ البيعة له على ملكها طمغان الخان.
قال هبة الله بن المبارك بن الدواتي: اجتمعت بالأمير ابن ماكولا، فقال لي: خذ جزئين من الحديث، فاجعل متون هذا هذا لأسانيد هذا، ومتون الثاني لأسانيد الأول، حتى أردها إلى الحالة الأولى.
قال أبو طاهر السلفي: سألت أبا الغنائم النرسي عن الخطيب، فقال: جبل لا يسأل عن مثله، ما رأينا مثله، وما سألته عن شيء فأجاب في الحال، إلا يرجع إلى كتابه.
اسم الکتاب : الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب المؤلف : ابن ماكولا الجزء : 1 صفحة : 3