اسم الکتاب : الاشتقاق المؤلف : ابن دريد الجزء : 1 صفحة : 130
زَمَعة من شيئين: إمَّا من الزَّمَاع، وهو العزمُ على الشيء، من قولهم: رجلٌ زميعٌ، أي ماض في الأمور. والمصدر الزَّماعة والزَّماعُ. وتقول العرب: أزمعتُ كذا وكذا. أو يكون من الزَّمَع، والزَّمعةُ المتعلِّقة فوقَ الظَّلف كالظُّفر من الشاء والظِّباء وما أشبههما. والزَّمَع: شبيهٌ بالفَزَع يعتري الإنسان.
ومنهم: وهب بن عُمَير. وقد مرّ تفسيره. كان من أحفَظِ النَاس، وكانوا يقولون: له قَلْبانِ! من حِفْظه. فأنزل الله عزّ وجلّ: " ما جَعَل اللهُ لرجُلٍ مِن قَلبَيْنِ في جَوْفه ". فأقبلَ يومَ بدرٍ منهزماً، نعلاه واحدةٌ في يدِه، وواحدةٌ في رجله، فقالوا: ما فعلَ الناسُ؟ قال: هُزِموا. قالوا: فأينَ نعلاك؟ قال: هي في رجلي. قالوا: فما هذه في يَدك؟ قال: ما شَعَرت. فعلموا نْ ليس له قلبان.
ومن رجالهم: جَميل بن مَعْمَر، وكان من أنَمِّ قُريشٍ، لا يكتُم شيئاً. ولمَّا أسلمَ عمرُ جاء جَمِيلٌ فأخبر قريشاً أنَّه قد صَبَا، وقال أبو خِراشٍ الهُذَليّ:
فجَّعَ أصحابي جميلُ بن مَعمرٍ ... بذي فَجَرٍ تأوي إليه الأراملُ
واشتقاق جَميلٍ من شيئين: إمَّا من الجمال، رجلٌ جميلٌ بيِّن الجَمال، ورجل حُسَّانٌ جُمَّالٌ، أي حسنٌ جميل. وقلَّ ما يتكلَّمون به. أو يكون من الشَّحم المُذَابِ، وهو الجَميل. وفي حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " لعن الله اليهودَ، حُرِّمَتْ عليهم الشُّحوم فَجَملوها وباعوها "، أي أذابوها. قال الشاعر:
فإِنَّا وجَدْنا النِّيب إذ يَعقِرونَها ... يُعشّى بِنينَا شَحمُها وجميُلها
اسم الکتاب : الاشتقاق المؤلف : ابن دريد الجزء : 1 صفحة : 130