ماذا تضمّنت يا ذا اللحد من ملك ... لم يحمه منك عقيان ولا ورق
بل أيّها النّازح المرموس يصحبه ... وجد ويصحبه التّرجيع والحرق
يهدى لدار البلى عن غير مقلية ... قد خطّ في عرصة منها له نفق
وبات فردا وبطن الأرض مضجعه ... ومن ثراها له ثوب ومرتفق
نائي المحل بعيد الأنس أسلمه ... برّ الشفيق فحبل الوصل منخرق
قد أعقب الوصل منك اليأس فانقطعت ... منك القرائن والأسباب والعلق
يا شخص من لو تكون الأرض فديته ... ما ضاق منّي بها ذرع ولا خلق
بينا أرجيّك تأميلا وأشفق أن ... يغبّر منك جبين واضح يقق
أصبحت يحثى عليك الترب في جدث ... حتى عليك بما يحثى به طبق
إن فجّعتني بك الأيام مسرعة ... فقلّ منّي عليك الحزن والأرق
فأيّما حدث تخشى غوائله ... من بعد هلكك يعنيني به الشفق «1»
قال أبو الفرج:
وأخبرنا أحمد بن سعيد، عن محمد بن منصور، قال: سمعت القاسم بن إبراهيم يقول:
أعرف رجلا دعا الله في ليلة وهو في بيت فقال: اللهم إني أسألك بالاسم الذي دعاك به [صاحب] «2» سليمان فجاءه السرير فتهدل البيت عليه رطبا.
قال: وسمعت القاسم يقول:
أعرف رجلا دعا الله فقال: اللهم إني أسألك بالاسم الذي من دعاك به أجبته، وهو في ظلمة، فامتلأ البيت نورا.
قال محمد: عنى به نفسه.
وقد كان القاسم بن إبراهيم أراد الخروج واجتمع له أمره فسمع في عسكره صوت طنبور فقال: لا يصلح هؤلاء القوم أبدا، وهرب وتركهم.
قال أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني:
وفيما كتب به إليّ علي بن أحمد العجلي، قال: أخبرنا يحيى بن عبد الرحمن،