اسم الکتاب : مفاكهة الخلان في حوادث الزمان المؤلف : ابن طولون الجزء : 1 صفحة : 291
المطلوب أيضاً إليها خشقدم، لورود المرسوم إلى النائب بتولية غيرهما، لكثرة الشكاوى عليهما. وفيه نودي أن النائب خرج بنفسه مع الوفد إلى ... كما في المرسوم المذكور.
وفي يوم السبت حادي عشره أدير المحمل حول المدينة على العادة القديمة، كما أدير في سابع شوال سنة عشر وتسعمائة، وكان النائب ... بعد مدة طويلة. وفي ليلة الثلاثاء رابع عشره خسف القمر، لما توسط السماء نحو نصف الليل، خسوفاً كلياً.
وفي بكرة يوم الخميس سادس عشره دخل إلى دمشق الأمير الأصيل ناصر الدين محمد بن الأمير أبي سيف مدلل، الشهير بابن ساعد الغزاوي، بتخفيف الزاي، العجلوني، شيخ البلاد وكبير المشائخ، الذي اشتهر بالدين والخير عند الخاص والعام، وفرح الناس بدخوله دمشق، واستبشروا بإصلاح شأن الحجاج وغيرهم، لوقوع الصلح بينه وبين الترك، فلما وصل إلى حضرة النائب رأى السماط قد حضر، فتسالما، وأكرمه النائب وأمره بالأكل، فامتنع، وقال: إني صائم هذه الثلاثة شهور، فألح عليه، فأفطر، فلما فرغ السماط ألبسه خلعة سنية، ولولديه، الصغيرين اللذين أتيا معه، كل منهما خلعة.
ثم في غداة يوم الجمعة ذهب بجماعته إلى الجامع، وصلى بالمقصورة، وازدحم الناس لرؤيته والدعاء له، وقد ألقى الله له المحبة في قلوب الناس، ولما خرج زاد ازدحامهم بما لا يمكن وصفه. وفي هذا اليوم شاع وفاة الرجل الحسن الاعتقاد، الأشعري العقيدة، عدو المبتدعة، شهاب الدين الثبات ... الساكن بمحلة باب السريجة، كان توفي في أول رجب المذكور.
وفي يوم الجمعة رابع عشريه عقب صلاتها، سافر النائب والعسكر إلى عرب آل علي، وعرب الجبل. وفي يوم الثلاثاء ثامن عشريه دقت البشائر بدمشق لنصرته عليهم، وشاع بها أنه نهب منهم جمالاً كثيرة، وغنماً، وغير ذلك، ثم رجع إلى دمشق في اليوم المذكور.
وفي يوم الأربعاء سابع شعبان منها، وهو ثامن عشري تشرين الأول منها، وقع بدمشق المطر الجديد، جعله الله مباركاً، وقد أبطأ في هذه السنة، والقمح قد غلا ... من الخمسة عشر كل كيل، إلى نحو خمسة وعشرين، والفواكة كلها غالية، ولا قوة إلا بالله.
اسم الکتاب : مفاكهة الخلان في حوادث الزمان المؤلف : ابن طولون الجزء : 1 صفحة : 291