responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 260
وفي مجال العمارة سبق أن أشرنا إلى ما كانت عليه مساكن أهل بلاد النهرين "انظر أعلاه "ص202- 204" وبينَّا أهم ما تميزت به.
أما المباني العامة مثل المعابد فكانت تقام في أول الأمر من الطين، وبعد أن عرف اللَّبِن استخدم هذا في بنائها وظل الحال كذلك فترة طويلة حتى بعد أن عرف الآجر "اللبن المحروق". وقد حرمت البيئة في جنوب العراق من موارد كافية للأحجار الصالحة للبناء؛ فاستعيض عن ذلك بجعل الجدران سميكة ضخمة حتى تكون لها متانة الجدران الحجرية، كما كان من الضروري تعريج هذه الجدران بجعلها ذات نتوءات وتجاويف "كجدران الحصون" على أبعاد متساوية وربما كان هذا الشكل قد نشأ عن ضرورة حربية وليس لمجرد تقوية الجدران أو للزينة؛ إذ إن المعبد كان يعد أقدس مكان للجماعة وهو مقر معبودها؛ ونظرًا لأن الأسلحة بعيدة المدى لم تكن معروفة عند نشأة هذه المعابد فمن المرجح أن التجاويف التي كانت بالجدران كانت تتيح للمدافعين فرصة الاحتماء فيها ومباغتة العدو، ثم ظهر طراز آخر للمعابد يتمثل في بناء طبقات في هيئة مصاطب تتدرج في صغرها إلى أعلى وهو الأصل الذي تطور إلى الزاقورة أو البرج المدرج[2]، ويعتقد المؤرخون بأن أهل بلاد النهرين قاموا ببناء هذه المعابد المرتفعة؛ لاعتقادهم بأن الإله يهبط إليها ويشرف منها على شئون البشر، ولكن من جهة أخرى يمكن تفسير ظهور هذا

1 انظر مقال المؤلف "بين الفنون والبيئة في كل العراق ومصر" مجلة كلية الآداب، 1967، ص266 وما بعدها.
[2] انظر نفس المقال السابق، شكل "2ب".
اسم الکتاب : معالم حضارات الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست