responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 155
كافية عن هذا الكفاح؛ ففي بردية ترجع إلى عصر الرعامسة تعرف باسم بردية سالييه رقم "1" "Sallier 1"[1] قصة بها الشيء الكثير من الخيال عن بدء حدوث المناوشات بين المصريين والهكسوس، ومما جاء فيها أن الطاعون قد اجتاح البلاد "كناية عن استيلاء الهكسوس على الحكم فيها"، وأن البلاد قد خضعت لهم، وقد جعل ملكهم أبو فيس من الإله سوتخ "ست" معبودًا لمصر ولم يقدم قربانًا لإله غيره ... وكان سقنن رع في ذلك الوقت حاكمًا على طيبة ولم يقبل أن يعبد إلهًا غير الإله "آمون رع". ثم تشير البردية بعد ذلك إلى أن رسولًا من الملك "أبو فيس" جاء من أواريس إلى طيبة ليبلغ سقنن رع أن "أفراس النهر في مياه طيبة تقلق نوم "أبو فيس" وهو في قصره في الدلتا" وهو يطلب إسكاتها أو أن تهجر ذلك المكان كما أبلغه كذلك بأن "أبو فيس" يحتم أن يعبد الإله سوتخ، ومن الواضح أن هذه الرسالة الملتوية تدل على ما كان يشعر به ملك الهكسوس من تفشي روح التمرد والثورة ضده في جنوب مصر, وأنه أراد أن يجبر أمير طيبة على إعلان خضوعه له. وقد فقدنا بقية هذه القصة عن كفاح مصر ضد الهكسوس؛ لأن البردية تهشمت ولم يسلم منها سوى الجزء المدونة فيه هذه الرسالة؛ ولكن مما لا شك فيه أن هذه البردية إنما كتبت لتبين أن "سقنن رع" بدأ الكفاح فعلًا ضد الهكسوس ولتبين الدور المجيد الذي قام به خلال هذا الكفاح، ويؤيد ذلك أن مومياءه تدل على أنه مات متأثرًا بجراح أصيب بها في رأسه وصدره؛ مما يرجح أنه قتل أثناء حربه مع الهكسوس.
ولا بد من أن ملوك طيبة السابقين كانوا أشبه بولاة من قبل الهكسوس, وقد وردت أسماء ثمانية ملوك قبل "سقنن رع" ويظهر أن آخرهم بدأ بإعلان عصيانه عليهم وربما امتنع عن دفع الضرائب المطلوبة لهم, وبدأ يستنهض الهمم للوقوف في وجههم؛ ولكن أجله لم يمهله حتى يبدأ النضال وقدر لخلفه "سقنن رع"

[1] Gardiner, Late Egyptian Stories, pp. 87 ff.
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست