responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 153
موزعة فيها إلا أنهم لم يستطيعوا الاحتفاظ بنفوذهم طويلًا في الجنوب, وإن كان من المرجح أنهم ظلوا على صلة بأمراء النوبة، كما يستدل على ذلك من لوحة عثر عليها بالكرنك سنة "1954"[1] تصف كفاح كاموزا[2] ضد الهكسوس في أواخر عهدهم؛ إذ نتبين منها أن ملك الهكسوس كان على صلة بأمير النوبة، والظاهر أن تجارة الهكسوس ظلت رائجة في النوبة ونفوذهم ظل قائمًا في الصعيد إلى أن بدأ الأمراء المحليون في الصعيد يعارضون هذا النفوذ, وازدادت مقاومتهم له في عهد الأسرة السابعة عشرة.
ولا شك أن بعض ملوك الهكسوس وصلوا إلى درجة عظيمة من القوة والسلطان وخاصة ملوك المجموعة الأولى, ومن أشهرهم "خيان" سالف الذكر؛ حيث عثر له على آثار في كثير من جهات مصر وسورية وفلسطين؛ بل ووجد جزء من تمثال في هيئة أسد يحمل اسمه عند أحد التجار في بغداد، وفي حفائر أجريت في كريت عثر على غطاء إناء من المرمر نقش عليه اسمه كذلك، ولا بد أن النشاط التجاري في عهده كان عظيمًا وأن مصر كانت على صلة بمختلف تلك الجهات التي عثر على آثاره فيها.
ولا نعرف إلا القليل عن حكم الملوك الذين تلوا ملوك المجموعة الأولى "الأسرة الخامسة عشرة"، كذلك لا نعرف كيف انكمش ملكهم، وأصبح المصريون يتطلعون إلى طردهم، ومن المؤكد على أي حال أن المصريين برموا بهم وضاقوا بوجودهم بينهم؛ حيث يبدو أن ظهورهم كان يصحبه اضطراب في أحوال الشرق الأدنى بصفة عامة, وأدى إلى مرور مصر بفترة عصيبة فنزح بعض المصريين عنها إلى النوبة؛ حيث عملوا في خدمة بعض أمرائها

[1] Chr, d'Eg. 30, PP, 198 ff.
[2] آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة المصرية، انظر ص155-159.
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست