اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 145
أمنمحات الرابع:
اشترك مع والده في العام الأخير من حكمه ثم انفرد بعد ذلك بالعرش؛ ولكنه لم يستمر إلا نحو تسعة أعوام، والظاهر أنه لم يكن في نشاط أسلافه أو في مهارتهم السياسية والإدارية. ومعلوماتنا عن عهده قليلة وإن كانت آثاره تدل على أنه أرسل بعثات إلى المحاجر والمناجم في وادي الهودى وسيناء, وأنه شيد بعض العمائر في الفيوم وطيبة وغيرهما.
ويبدو أن نجم الأسرة الثانية عشرة قد أخذ في الأفول، ومع هذا ظلت
وأرسل بعثات متتالية إلى مناطق المناجم في سيناء وإلى المحاجر في وادي حمامات وطره, كما كان يستحضر الذهب من بلاد النوبة.
وبلغ من اهتمامه بشئون الزراعة أن سجل ارتفاع الفيضان في معظم سنوات حكمه في قلعتي سمنة وقمة؛ بقصد التصرف في مياه النهر حسب ظروف الفيضان, ووفقًا لما تقتضيه مشروعاته في إصلاح بعض الأراضي وخاصة في منطقة الفيوم.
وقد أقام هرمه بالقرب من هوارة وشيد إلى الشرق منه معبده الشهير الذي عرف فيما بعد باسم اللابيرانث[1]، وقد عثر في سنة 1956 على مقبرة لإحدى بناته وتدعى "نفروبتاح" وجد فيها ثلاث أوانٍ كبيرة من الفضة نقش عليها اسمها واسم والدها كما وجدت تابوتها سليمًا, ولكن المومياء تحللت بفعل مياه الرشح وكانت الحلي التي عثر عليها معها قليلة، ويبدو أنها دفنت على عجل, والظاهر أن الأحوال الداخلية أخذت في الاضطراب والتدهور. [1] سمي كذلك؛ لأنه كان يشبه قصر الملك مينوس في كريت "الذي بناه دبدالوس" من حيث إنه كان في تعدد حجراته يشبه التيه, يضل الإنسان طريقه فيه.
اسم الکتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم المؤلف : محمد أبو المحاسن عصفور الجزء : 1 صفحة : 145