اسم الکتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان المؤلف : اليافعي الجزء : 1 صفحة : 103
بحمص، وفيها توفي جبير بن مطعم بن عبد الله بن نوفل بن عبد مناف، وكان من سادة قريش وحلمائها، فيها توفي حسان بن ثابت الشاعر الأنصاري، وله مائة وعشرون سنة، نصفها في الجاهلية ونصفها في الإسلام، قيل: وكذا أبوه وجده عاش كل منهما هذا القدر. ومن مناقبه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " اهجم وجبرائيل معك " وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله يؤيد حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو فاخر ". وكان ينصب المنبر له في المسجد، ومن شعره يخاطب أبا سفيان بن الحارث في قصيدة طويلة منها قوله شعراً:
هجوت محمداً فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
اتهجوه ولست له بكفر ... فشر كما لخير كما فداء
فإن أبي ووالدتي وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
ومنها:
عدمنا خيلنا إن لم نراها ... تثير النقع موردها كداء
يبارين الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظماء
ولم يزل يقول إلى أن قال: وكان الفتح وانكشف الغطاء. وكان كما قال: وفيها توفي حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد يخلف تقدم، وكان أحد الأشراف الأجواد، باع داراً بستين ألفاً من معاوية فتصدق بها، وأعتق مائة نسمة في الجاهلية ومائة في الإسلام، ثم دخل الكعبة المعظمة المباركة. وقال لابن الزبير: كم ترك أبوك من الدين؟ قال ألف ألف درهم قال علي.
ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثيرالنقح من كنفي كداء
صحيح مسلم نصفها وكانت والدته ولدته داخل الكعبة المعظمة المباركة وفيها توفي أبو قتادة الأنصاري السلمي الحارث بن ربيع فارس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، شهد أحداً والمشاهد وفيها توفي مخرمة بن نوفل الزهري.
سنة خمس وخمسين
فيها توفي أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي أحد العشرة ومقدم جيوش الإسلام في فتح العراق، وأول من رمى بسهم في سبيل الله تعالى، ومناقبه كثيرة شهيرة.
اسم الکتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان المؤلف : اليافعي الجزء : 1 صفحة : 103