responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر سنا البرق الشامي المؤلف : البنداري    الجزء : 1  صفحة : 159
قال: فأول رسول وصل وسؤله حصل رسول الديوان النبوي منزل الرسالة ومحل الجلالة وهو أخي تاج الدين أبو بكر حامد بن محمد بن حامد وكان وصوله ونحن على صور فحين وردت البشرى بقربه أمر بعض الأمراء بتلقيه ويحميه في المنزلة التي يبيت بها ويقيه ولما بكر أمر الأمراء بالتبكير لاستقباله والتوقير لجلاله وتلقاه الملوك الحاضرون الملك العادل والأفضل والظاهر وعقدت بمحاسن ذلك المقدم المشهود المحاضر ثم ركب السلطان آخراً وتلقاه وقام بحق الخدمة الأمامية ووفاه واستصحبه معه إلى موقف القتال ومقام مناصب الأبراج ومراكب الأمواج ثم أنزله بقربه وحباه بحبه ثم عبر يوماُ لحضوره وأدى الرسالة النبوية بحقها وأبدى الجلالة المنيفة في أنفتها. وكانت معه تذكرة مشتملة على العتب والتقريع فيما مر به الأعداء من السعي الوضيع والوشي الشنيع فقابل العتاب بالأعتاب ورد الخطأ إلى لصواب وبين أن الحسود اخترع الزور وشهد أنواره رام أن يستر بظلامه الفلق ومضى أخي إلى القدس وزاره وشهد أنواره وأقام إلى آخر السنة ومنزلته موقرة معظمة ثم كتبت على يده ما استقام به على جدده.
وكان من جملة الواصلين الفقيه كمال الدين الشاشي قاضي أرز الروم فأسهمه السلطان خصوص أنعامه والعموم واتفق وصولنا أو إن رحيلنا من حصار صور وسار معنا إلى عكا ولقيته وقد أنجز أمره وهو يشكي وسألته عن شكواه فذكر لي اقتراحاً يسيراً وشكى تقصيراً فقلت حقك يقضي وتلوت " ولسوف يعطيك ربك فترضى " ثم استأذنت له تلك الليلة على السلطان وأحضرته ووفيته حق تبجيله وقربته وقلت: لعل مولانا ما عرف أنه فقيه عن النظراء ومتميز وفي المناظرة مبرز فهل يؤذن في حل مشكلة والكلام في مسألة فبش لذلك القول وهش بالطول فقال: مبارك يشرع ويجيد ونسمع ويفيد فشرع في مسألة مستدلاً معللاً وأصغيت له مبجلاً وهززت له عطف الاستحسان وأعززت قدره ومكانته بقدر الإمكان وقربته إلى قلب السلطان ثم اعترضت على كلامه وأعدته أحسن إعادة وذيلته من المعاني البديعة.
قلت للسلطان: هذا من الفقاء الأعيان يعود إلى تلك البلدان ويتحدث بأخبار فتوحك وأنباء غدوتك في الجهاد وصبوحك وقد رغب في التبرك بما يستصحبه معه من عدتك في الغزو والملبوس فإن لها قبولا في القلوب ونفاسة في النفوس فأدناه منه تأنيساً ووهب من كل عدة خاصة لها علقاً نفسياً حتى أعطاه قميصه المزرور عليه وملأ بعوارفه يديه فخرج وودعه وودعته وأشاع حمدي وبالحمد شيعته هذا ولم يزل أدبي وقضاء حقوق الكرام من أنجح آدابي والسلطان يقلدني في مذهب سماحه ويقلدني في المنن في الإرشاد مقصد معارفي هذا وإنجاحه. قال: ومن جملة الواصلين في التاريخ رسول الأتابك مظفر الدين قزل أرسلان.

ذكر نبذة من أحواله

اسم الکتاب : مختصر سنا البرق الشامي المؤلف : البنداري    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست