responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مختصر سنا البرق الشامي المؤلف : البنداري    الجزء : 1  صفحة : 122
عاد الحديث: وأستشعر ملوك ديار بكر حركتنا وقالوا صلاح الدين مذ عين رغبته إلى مملكتنا وكانا صاحبا أمد وماردين صغيرين يقوم بأمرهما أمراؤها المقدمون فخافوا من الانتهاء إليهم والاستيلاء عليهم. فأما متولي ماردين وهو نظام الدين البقشي فإنه أحترز وكشف وجد الحزن في التحصين وأما من بآمد فإنه خاف أن يستدرك السلطان الفارط ويستعيد آمد التي فتحها ووهبها إذا لم يجد كما قرر الشرائط فقد كان عند وفاته نور الدين قرا أرسلان يوم الاثنين رابع عشر شهر ربيع الأول أشير عليه باسترجاعها وقيل له إنما سلمتها إلى نور الدين محافظة على مرات خدمته موثوقا بمعدلته وحفظا لمنزلته وقد انتقل الآن منها وخلاها خالية وابنه يتيم وهؤلاء الكافلون بأمره قد عرفت سيرته وعلمت سريرته فكيف يحل لك أن تقلدهم وتجراهم على الرعية وتجردهم فقال: هذا أمر لا يفوت استدراكه وقدمنا ما يجب تقديمه ويازم بعد الشروع فيه تتميمه ونحن نقدم أنفاذ من نثق به على وجه الرسالة لشامل ما هم فيه من الحلية والحالة وكانت بيني وبين وزيرهم القوام بن سماقه معرفة صدقت به الصداقة فكتبت له أن يبادر بالوصول مع مخدوميه جاريا من استصحاب المحمول والمبذول على رسومه. وندب للرسالة إلى آمد القاضي شمس الدين محمد بن محمد ابن الفراش فمضى إليهم فوجدهم على جادة العزم جادين فحثهم على الحضور وجاء قدامهم بخبر وصول ولد نور الدين محمد وهو قطب الدين سكمان وشيمته الطاعة والإذعان ولما وصلنا في أول جمادى الأول إلى ميافارقين وكان دخلها من أمراء ماردين أسد الله يرتقش فتنمر وتشمر وشغل البال وأشعل القتال ونصب المنجنيقات وجود العرادات وملأ الأبراج بالأعلاج والأسماع بالضجاج متعاليا بأمره واشتعلنا بجمره وأبصرنا ما لم نكن نظنه واستصعبنا ما كنا نستسهله ودام قتالها صباح ومساء وسام نزالها من الجرح والقتل كل ما سل وساء وخرجوا مرارا وأحرقوا منجنيق فكم دم أريق وأصر حمل وما أطيق وشاجانا ذاك الشجب وجاء الأمر كما لايحب وأستشهد يوسف منجنيقي وكان بالرجال ولم يزل له في مواقف الجهاد كل مجال وندمنا على ما قدمنا من حصر البلد وقصر الجلاد على ما ليس في الجلد وكانت الخاتون ابنة قره أرسلان زوجة قطب الدين صاحب ماردين متوفى في المدينة مقيمة وعلى سنن حفظها مستقيمة وهي ذات يتامى وإلى لطف الله بهم مستقيمة وللصوم والصلاة برفع يدها في الدعاء مستديمة وأنها أيم مالها قيم متقنعة بكفافها متمتعة بعفافها حاضنه من بناتها لعدد (223 أ) الثريا ساليه بدينها عن الدنيا يحميهن أميرهن في المدينة حماية الغيران وتضرم من دون حماهن جواحم نيران ظلماء لج الحصار.

اسم الکتاب : مختصر سنا البرق الشامي المؤلف : البنداري    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست