فمن هذه الأدلة قوله جل وعلا: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً ... } [1].
ومما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضلهم قوله: "لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه" [2].
إلى غير ذلك من النصوص المستفيضة الدالة على فضلهم، وعدالتهم[3]فلا يحق لأحد أن يتهمهم بعد تعديل الله لهم، وثناء الرسول عليهم، ومعرفة الأمة لقدرهم في حمل الإسلام والجهاد في سبيل الله، لإقامة صرح دولته وبناء حضارته. [1] سورة الفتح، الآية (29) . [2] رواه البخاري، الجامع الصحيح، فتح الباري (7/ 21) ، ومسلم، الجامع الصحيح، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم (4/ 1967) ، وأبو داود، والترمذي، وأحمد بن حنبل: كلهم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ ومسلم وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [3] انظر في ذلك الآية (29) من سورة الفتح، والآية (59) من سورة النمل، و (صحابة رسول الله للكبيسي، و (النهي عن سب الأصحاب للمقدسي، و (حكم سب الصحابة) و (منهاج السنة النبوية 6/ 206- 241) كلاهما لابن تيمية، و (الكفاية للخطيب البغدادي) ، و (الرياض النضرة 1/1- 60) للمحب الطبري، و (شرح السنة للبغوي (14/ 86) ، و (جامع البيان في تفسير القرآن للطبري (19/2) ، (والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (1/ 9- 12) ، و (تنبيه ذوي النجابة إلى عدالة الصحابة لقرشي بن عمر بن أحمد) ، و (الإسلام والصحابة الكرام بين السنة والشيعة لمحمد بهجة البيطار، و (منزلة الصحابة في القرآن لمحمد صلاح محمد الصاوي) .