اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 97
وصاحب البلاد الرومية: السلطان ركن الدين قليح أرسلان السلجوقي.
وصاحب العراقين وخراسان وغيرها: هلاون بن طلوخان بن جنكزخان.
وصاحب البلاد الشمالية: بركة خان.
وصاحب بلاد الغرب: أبو يوسف يعقوب المرينى.
وصاحب مكة: الشريف نجم الدين بن أبي نمى الحسني.
وصاحب المدينة: عز الدين جماز بن سالم الحسيني.
وصاحب اليمن: الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر. ذكر ما جريات الملك الظاهر
منها: أن الظاهر توجه إلى الغربية، ومنها إلى ثغر دمياط، وزار البرزخ، ورسم بعمل فم بحر الدمياط وردمه بالقرابيس وتضبيقه، ليمنع سفن العدو الكبار من دخولها، وأمر بحفر أشمون.
ومنها: أنه رسم بعمارة بير اللبونة غربى الإسكندرية، وحفر منافسها، وأنشأ بستاناً فيها، لأنها منزلة من المنازل عند توجهه إلى الحمامات للصيد، فشرع فيها.
ومنها: أنه عمر مسجداً مجاور المشهد الحسينى، رضي الله عنه.
ومنها: أنه عمر بالقدس الشريف خاناً، ووقف عليه أوقافاً للنازلين به في إصلاح نعالهم وأكلهم وغير ذلك، وبنى به طاخوناً وفُرناً.
ومنها: أنه ندب عزالدين الأفرم لحفرن فم الخليج للإسكندرية، فخفر وبنى هناك مسجدا.
ومنها: أنه ندب الأمير جمال الدين موسى بن يغمور، إلى جزيرة بنى نصر للاهتمام بريها.
ومنها، أنه سامح ما كان مقررا على ولاية مصر من رسوم الولاية.
ومنها: أنه لما غلت ديار مصر أمر بالتسعيرة طلبا للرفق، ورسم بأن يباع من أهرائه خمسمائة أردب كل يوم، بما قسمه الله عز وجل من السعر.
وفي تاريخ بيبرس: وفي هذه السنة غلت أسعار الغلال بالديار المصرية، وبلغ القمح قريب مائة درهم نقرة الإردب، فرسم السلطان بالتسعير طلباً للرفق بالفقير، والجبر للكسير، واشتد الحال، وقلت الأفوات، وكاد الخبز يعدم من أسواق القاهرة ومصر، فأمر بالنداء في الصعاليك والفقراء أن يجتمعوا تحت القلعة، فاجتمعوا ونزل إلى دار العدل، وأبطل التسعير، ورسم بأن يباع من اهرائه خمسمائة أردب كل يوم، بما يقدره الله تعالى من السعر، ويوزع على الضعفاء والأرامل من ويبتين فما دونهما، وأمر بإحضار كل من بالقاهرة ومصر وحواضرها من الفقراء وأفرد منهم ألوفاً يقوتهم من ماله، ووزع منهم لولده الملك السعيد جماعة، وفرق على كل أمير نظير عدة جنده، وفرق على مفاردة الحلقة بحسب أحوالهم، وعلى المقدمين والبحرية والوزير والأكابر والتجار والشهود والمتعممين، ورسم أن كل من خصه فقير يعيطه مؤنته لثلاثة أشهر.
ومنها: أنه اهتم بتجهيز كسوة الضريح النبوي، على ساكنه أفضل الصلوات، صحبة الطواشى جمال الدين محسن الصالحى في شهر رمضان، وأجرى في هذا الشهر الصدقات على الفقراء بالقاهرة ومصر، ورتب لهم مطابخ لفطر الصائمين.
ومنها: أنه عزم على طهور ابنه الملك السعيد ناصر الدين بركة، فعرض الجيوش المنصورة لابسى عدد الحروب، وعبروا عشرة عشرة وهو جالس على الصفة التي بجانب دار العدل تحت القلعة، ثم طهر ولده المذكور، وطهر معه جماعة من اولاد الأمراء الكبار، ولم يقبل السلطان من أحد من الأمراء تقدمة:
ملك تعود أنه ... يهب البلادَ مع الممالك
ويجود بالمدن العظام ... وبالحصون وما هنالك
حاشاه يسلك مِن ... قبول هدية تلك المسالك
أو أنه مع جوده وعطا ... ئه يرضى بذلك
ومنها: أنه توجه إلى ثغر الإسكندرية متصيداً، ووصل إلى الكدش، وهي قريب العقبة الصغرى التي غربى الحمامات، وعند عوده جعل سيف الدين عطاء الله بن عزاز مقدما على عرب برقة، وقرر عليهم الزكاة، والزمهم باستخراجها منهم وحملها.
ومنها: أنه بلغه أن جماعة من التتار واصلون مستأمنون، فأخذ بالعزم، وعزم على الخروج بالعساكر لأجل تواتر الأخبار بمجىء هلاون مع التتار، وعزم على تقرير السلطنة لابنه ناصر الدين بركة.
ذكر سلطنة الملك السعيد ناصر الدين بركة
ولما كان يوم الخميس ثالث عشر شوال من هذه السنة، أركب السلطان ولده الملك السعيد بشعار السلطنة ومشى في ركابه حاملاً له الغاشية، وأخذها الأمراء الكبار واحداً بعد واحد، وعليهم الخلع الفاخرة، والحلل الزاهرة، وزينت المدينة زينة تامة، واستبشر بذلك الخاصة والعامة، وتقرر أن يكون أتابكة الأمير عز الدين أيدمر الحلى.
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 97