اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 95
ومنها: أن في آخر يوم الأحد ثالث صفر سمر شابُ، ذكر أنه كان يرسل زوجته، فتدخل في بيوت الناس، فتحسن للمرأة الخروج معها لابسةً أفخر ثيابها وحليها، وتسوقها بأن تقول: ها هناعرس أو وليمة أوشىءٌ من هذا الباب، وتقول: وقد اجتمعت فيه جماعة من النساء المحتشمات، فلا تتركى من الزينة شيئاً ليحصل لك التجمل بينهن، فتفعل تلك المغرورة أقصى ما تقدر عليه وتخرج معها، فتجىءُ بها إلى بيت زوجها، فتأخذ جميع ما عليها، ثم تخنقها، وترميها في بئر في داره. فعل ذلك بجماعة من النساء ثم هتكه الله، فأخذ هو وامرأته، وضربا، فاعترفا، فأما المرأة فخنقت، وجعلت في جوات، وعلق الجولق تحت الخشب التي سمر عليها الزوج، خارج باب الفرج، فبقى ليلتين ويوماً، وفي اليوم الثاني خنق بطرف الجبل، فنسال الله السلامة.
وفيها: حج بالناس وفيها:.
ذكر من توفى فيها من الأعيان
عبد الرزاق بن رزق الله بن بكر بن خلف عز الدين أبو محمد الرسعنى المحدث المفسر.
سمع الكثير وحدث، وكان من الفضلاء الأدباء، له مكانة عند بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل وكذلك عند صاحب سنجار، وبها توفى ليلة الجمعة الثاني عشر من ربيع الآخر، وقد جاوز السبعين.
ومن شعره:
نَعَب الغرابُ فدلنا نعيبُه ... إن الحبيب دنا أوانُ مغيبه
يا سائلى عن طيب عيشي بعدهم ... جُدْلى بعيش ثم سَلْ عن طيبه
محمد بن أحمد بن عنتر السلمى الدمشقى محتسبها، وكان من عدولها وأعيانها، وله بها أملاك وثروة وأوقاف، توفى بالقاهرة، ودفن بسفح جبل المقطم.
علم الدين أبو محمد القاسم بن أحمد بن الموفق بن جعفر المرسى اللورقى اللغوى النحوى المقرىء.
شرح الشاطبية شرحا مختصرا، وشرح المفصل في عدة مجلدات، وشرح الجزولية، وقد اجتمع بمصنفها وسأله عن بعض مسائلها، وكان ذا فنون متعددة، حسن الشكل، مليح الوجه، له هيئةٌ حسنة وبزةٌ وجمال، وقد سمع الكندى وغيره.
توفى في سابع رجب من هذه السنة، ودفن من الغد في مقابر توما بدمشق، قريبا من قبر الشيخ رسلان وكان معمرا.
والورَقى نسبة إلى لورقة بليدة من أعمال مرسية.
الشيخ أبو بكر الدينورى أحد الصلحاء، تلميذ الشيخ عز الدين الدينورى. وهو بانى الزاوية بالصالحية بدمشق، وكانت له فيها جماعة مريدون يذكرون باصوات حسنة طيبة، توفى في هذه السنة.
الشيخ الإمام كمال الدين أبو الحسن على بن أبي الفوارس شجاع بن العباس ابن عبد المطلب القرشي المصري المقرىء، الشافعي الضرير.
وكان قد تصدر بمصر والقاهرة لإقراء القرآن الكريم، وانتفع الناس به انتفاعاً كثيراً، وإليه انتهت رئاسة الإقراء بالديار المصرية، توفى فيها بالقاهرة رحمه الله.
الشريف أبو العباس أحمد بن الصقلى، وكان شاعرا خليعا، توفى في هذه السنة.
الأمير مجير الدين بن خوشتر بن الكردى.
كان من أمراء مصر، وحضر كسرة التتار بعين الجالوت مع الملك المظفر قطز، وغزا يومئذ حتى فتح الله على المسلمين.
مات بدمشق في التاسع والعشرين من شعبان منها، ودفن بالجبل، وأبوه الأمير حسام الدين، مات محبوسا مع عماد الدين بن المشطوب في البلاد الشرقية التي للاشرف.
وقال ابن كثير: الأمير مجير الدين أبو الهيجاء عيسى بن خوشتر بن الأزكشى الكردى.
كان من أعيان الأمراء الكبار وشجعانهم، وله يومَ عين جالوت اليد البيضاء، ولما دخل الملك المظفر قطز إلى دمشق بعد الوقعة جعله مع الأمير علم الدين الحلبي نائب البلد مستشاراً، ومشاركا في الرأي والتدبير والمراسيم، وكان يجلس معه في دار العدل، وله الأقطاع الكامل والرزق الواسع.
وقال ابن كثير أيضاً: وولده الأمير عز الدين تولى ولاية دمشق مدة، وكان مشكور السيرة، وإليه ينسب درب ابن سنون بالصاغة العتيقة، فيقال له: درب بن أبي الهيجاء، لأنه كان به سكنه، وكان يعمل الولاية فيه، فيعرف به: وبعد موته بقليل كان نزولنا حين قدمنا من حوران به، فختمت فيه القرآن العظيم.
الملك المغيث فتح الدين عمر بن الملك العادل الصغير أبي بكر بن الملك العادل الكبير أبي بكر بن أيوب بن شادى صاحب الكرك.
قتل في هذه السنة، وسببه أنه كان في قلب الملك الظاهر منه غيظ عظيم لأمور كانت بينهما.
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 95