responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 356
فقال له قازان: سلْ هذا المنجم كيف ما عرّف أستاذه الناصر بأمر هذه الواقعة؟ فسأله وقال له: يا حكيم كيف حكمت على صاحب مصر وعسكره أن يلاقي عدوه في مثل يوم الأربعاء وهو آخر الأربعاوات في السنة وهو يوم نحس مستمر؟ فقال له: قد عرّفته ذلك، وعرّفت أكابر عسكره، ولم يسمعوا مني ونهروني، ولم يلتفتوا إلى كلامي، وكان قد وقع ذلك، فإن السلطان عند نزوله حمص طلب الأمير سيف الدين سلار والأمير ركن الدين بيبرس وشمس الدين الفارقاني وطلبوا برهان الدين هذا، ثم شرع سلار يسأل من الفارقاني عن أحوالهم وكيف يكون أمرهم عند الملاقاة وأي الأيام يصلح لذلك، وكان الفارقاني له اليد في أحكام البلد أكثر من برهان الدين المذكور. فقال له الفارقاني: يا خوند إن قدرت أن تؤخر الملاقاة مع العدو إلى مستهل الشهر تكون النصرة إن شاء الله لكم، وماعندي في هذا اليوم طائل، وكان يوم الأحد. قال: ولا يوم الإثنين ولا يوم الثلاثاء وخصوصاً أن يكون يوم الأربعاء فإنه يوم لا يحمد فيه لقاء العدو. فقال له سلار: إذا - وافانا عدو نقول له، اصبروا حتى نبصر يوماً جيداً نلقاكم فيه. ما هذا الفشار؟ ونهضوا من عنده مثل المطرودين.
ذكر ما جرى في دمشق بعد انهزام الجيش
بتاريخ ليلة الأحد الثاني من ربيع الآخر كسر المحبوسون بباب الصغير باب السجن، وخرجوا منه قريباً من مائتي راجل. فنهبوا ما قدروا عليه، وجاءوا إلى باب الجابية فكسروا أقفال الباب الجواني وأخذوا من الباشورة ما شاءوا، وكسروا أقفال الباب البراني وخرجوا منه على حمية، فتفرقوا حيث شاءوا، لايقدر أحد على ردّهم ولا صدهم، وعاثت الحرافشة في ظاهر البلد، فكسروا أبواب البساتين، وقلعوا من الأبواب والشبابيك وغير ذلك ما قدروا عليه، وباعوه بأرخص الثمن، هذا وسلطان التتار قد قصد ورود دمشق بعد الوقعة.
واجتمع أعيان البلد والشيخ تقي الدين بن تيمية في مشهد على، واتفقوا على المسير إليه لتلقيه وأخذ الأمان منه لأهل دمشق، فتوجهوا يوم الإثنين الثالث من ربيع الآخر، فاجتمعوا به عند النبك، وكلمه الشيخ ابن تيمية كلاماً قوياً فيه مصلحة عظيمة عاد نفعها على المسلمين، ودخل المتسلمون للبلد من جهة قازان، فنزلوا بالباذرائية، وغلقت أبواب المدينة سوى باب توما، وخطب الخطبة يوم الجمعة سابع الشهر المذكور بالجامع ولم يذكر سلطاناً في خطبته، وبعد الصلاة قدم الأمير إسماعيل التترى ومعه جماعة من الرسل فنزلوا ببستان الظاهر عند الطريق، وحضر الفرمان بالأمان فطيف به في البلد، وقرىء يوم السبت ثامن الشهر. بمقصورة الخطابة، ونثر شيء من الذهب والفضة.
وفي نزهة الأنام: الذين خرجوا من دمشق لطلب الأمان من قازان هم: خطيب دمشق القاضي بدر الدين بن جماعة، والشيخ زين الدين الفارقي، والشيخ تقي الدين بن تيمية، والقاضي نجم الدين بن صصري، والصاحب فخر الدين بن الشيرجي، والقاضي عز الدين بن الزكي، والشيخ وجيه الدين ابن المنجي، والصدر الرئيس عز الدين بن القلانسي وابن عمه شرف الدين، وأمين الدين شقير الحراني، والشريف زين الدين بن عدنان، والشيخ نجم الدين ابن أبي الطيب، وناصر الدين بن عبد السلام، وشرف الدين بن الشيرجي، والصاحب شهاب الدين الحنفي، والقاضي شمس الدين الحريري، والشيخ محمد بن قوام البالسي والقاضي جلال الدين أخو قاضي القضاة إمام الدين القزويني، والقاضي جلال ابن قاضي القضاة حسام الدين، وجماعة كثيرة من الفقهاء والقراء، وتوجهوا نحو جيش التتار.

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 356
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست