responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 339
وكان الذي شمر العزم وراءهم ليردهم الأمير سيف الدين بلغاق، وقام بأعباء البلد لغيبة النائب نائب القلعة الأمير علم الدين أرجواش، والأمير سيف الدين جاغان، واحتاطوا على من كان له اختصاص بتلك الدولة، فكان منهم جمال الدين يوسف الرومي محتسب البلد وناظر المارستان، ثم أطلق بعد مدة وأعيد إلى وظائفه، واحتيط أيضا على سيف الدين جاغان، وحسام الدين لاجين والي البر، وأدخلا القلعة.
وقدم الأمير جمال الدين أقوش الأفرم نائبا على دمشق، فدخلها يوم الأربعاء - قبل العصر - الثاني والعشرين من جمادى الأولى، وكان هروب شمس الدين قفجق ومن معه من الأمراء يوم الثلاثاء الثامن من ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وستمائة، وكانوا في خمسمائة فارس، وتوجهوا نحو الفرات، فتبعهم الأمير عز الدين بن ... ...؛ والملك الأوحد ليرجعوهم، فلم يقدروا على رضاهم، فرجعوا، ثم توجه أيدغدى شقير وكجكن من حلب ليدركوهم فوجدوهم قد قطعوا الفرات، وأدركوا بعض أثقالهم فأخذوها ورجعوا، فلما بلغوا رأس عين التقاهم بولاى في ألف فارس من المغل وأكرمهم وأحسن نزلهم، وكذلك التقاهم صاحب ماردين فأكرمهم وقدم لهم تقادم خوفا منهم أن يبلغوا قازان أنه كان يكاتب صاحب مصر، وأتموا السير حتى عبروا الموصل، ثم توجهوا إلى قازان، وهو مقيم بالأردو من أرض شبت من أعمال واسط، فلقيهم وأكرمهم، وأنعم على كل أمير منهم بعشرة آلاف دينار صرف الدينار عشرة دراهم، وأنعم على مماليكهم كل نفر بألف ومائتى درهم، والمماليك الصغار والغلمان كل نفر بستمائة درهم، وأعطى قفجق همذان فلم يأخذها، كما ذكرنا.
وقال بيبرس في تاريخه: لما قدم الملك الناصر أشرقت الدنيا بطلعته، وفرحت الخلائق برجعته، وقال الدهر بلسان حاله لا بلسان مقاله:
قد رجع الحق إلى نصابه ... وأنت من دون الورى أولى
ما كنت إلا كالسيف سلته ... يد ثم أعادته إلى قرابه
ثم أنفق في العساكر نفقة عامة، فهو حقيق بقول القائل:
الناصر الملك العالي المنار إذا ... أهل الفخار سموا للمجد والجود
الواهب المال لم تعلق بساحته ... إلا بعد الأيادي غير معدود
السابق الوعد بالحسنى يقدمها ... فما يحض على إنجاز موعود
المشتري بالندى الحمد الثمين فقد ... أضحى بكل لسان عين محمود
المشرق الوجه في ظلماء قاتمة ... والمغدق الجود في شهباء جارود
الثابت الحزم في دهياء مظلمة ... والثاقب العزم في صماء صيخود
ترب العلى ابن أبيه سطوة وندى ... أبو الوفود أخو الغر المناجيد
أغر يعرب في أفعال نائله ال ... حسنى ويعرب عن طيب المواليد
زاكي المغارس نهاب الفوارس وه ... اب النفائس ما شئت بتعريد
ماضي العزائم غفار الجرائم عف ... ار الكرائم وضاح النواجيد
يجود بالأعوجيات الجياد وبالب ... يض الحداد وبالسمر الأماليد
وبالظبي والظباء الآنسات وبالب ... زل الهجان وبالمهرية القود
يا ابن الأولى ملكوا الدنيا فامطرها ... نداهم الغمر عهدا غير معهود
وأوسعوا العدل أقصاها فمهدها ... ولم تكن قبلهم دانت لتمهيد
أحييت يا ابن الشهيد الملك مفخرة ... فيا رضى والدٍ عن خير مولود
وشدت بيت قلاون فعشت له ... في ظل ملك على الآفاق ممدود
أعدت للدولة الغراء بهجتها ... فاملك كملك سليمان بن داود
أشرقت كالشمس في أبراج رفعتها ... فكان عودك عبداً أيما عيد

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست