اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 315
ومن يكن الرحمان أدنى محله ... وأعطاه دون العالمين مواهبا
فلا طرفه يكبو ولا سيف عزمه ... مدى الدهر ينبو قوةً ومضاربا
فلا زال هذا الدهر طوع يمينه ... ولا انفك للأعداء ما عاش غالبا
عز الدين أبو الفضل أحمد بن الشيخ شمس الدين المسلم بن محمد بن المسلم ابن المكي بن خلف بن المسلم بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن القيسى.
مات في السادس من ربيع الأول، ودفن بقاسيون، ومولده في عاشر صفر من سنة أربع وعشرين وستمائة، سمع إبراهيم الخشوعي، وأبا نصر الشيرازي، والفخر الأربلي، وحدث، وكان منقطعا عن الناس، مواظبا على الذكر وحضور الجماعات.
الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن محمد الفارسي، المعروف بالأيكى.
مات يوم الجمعة الثالث من رمضان منها، ودفن بمقابر الصوفية، كان إماما عالما، ولى مشيخة الشيوخ بالديار المصرية مدة، ودرس بزاوية الغزالي بدمشق مدة، ولم يزل معظما موصوفا بالفضل والعلم إلى أن مات، رحمه الله.
الشيخ عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن القاسم بن عثمان بن عبد الوهاب البابصرى البغدادي الحنبلي.
مات في هذه السنة، ودفن بمقابر الصوفية بدمشق، ومولده ببغداد في صفر سنة أربع وثلاثين وستمائة، سمع من جماعة بدمشق، وكان فاضلا، وله شعر حسن ومعرفة بالتاريخ. ومن شعره:
قعدت في منزلي حزينا ... أبكي على فقد نور عيني
عاندي الدهر فيه حتى ... فرق ما بينه وبيني
وبان عصر الشباب عني ... فصرت أبكي لفقد ذين
الشيخ الفاضل أبو الحسن بن عبد الله بن الشيخ غانم بن علي النابلسي.
سمع من عبد الدائم، وعمر الكرماني، وكان صالحا، كثير التقشف، حسن المحاضرة، متواضعا، خيرا، مات يوم الأربعاء الرابع من ذي القعدة منها، ومولده بدمشق في شوال سنة أربع وأربعين وستمائة. وله شعر حسن فمنه:
هي النظرة الأولى جرت في مفاصلي ... شغلت بها في الكون عن كل شاغلي
وأصبحت في وجدي فريد صبابة ... جنوني لا يخفى على كل عاقل
أنزه طرفي أن أرى في خيامها ... سواها وسمعي عن حديث العواذل
وأكتم ما بي من هواها صيانة ... فيظهر تأثير الهوى في شمائلي
لها بالحمى عن أيمن الحمى منزل ... أعظمه من بين تلك المنازل
سلام على تلك الخيام وأهلها ... ومن حل فيها من مقيم وراحل
أسكان ذاك الحي أين ترحلوا ... بقلب محب ضاع بين المحامل
سألتكمو ردوا الفؤاد فإنه ... متاع لأيام الحياة القلائل
أجيراننا بالخيف إن دام هجركم ... ولم تسمحوا لي منكم بالتواصل
ألا فابعثوا لي من حماكم رسالة ... تكون إلي قلبي أعز الرسائل
ولا تبعثوها في النسيم فإنني ... أغار عليها من نسيم الأصائل
الشيخ الإمام المسند، شيخ بغداد وسندها، كمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الله بن وريده البزاز، عرف بالفويرة الحنبلي، المقرئ المحدث.
توفى في هذه السنة، ودفن بباب حرب ببغداد، ومولده ثمان أو تسع وتسعين وخمسمائة، سمع ابن ضرما، ومحمد بن الحسن، وعلي بن يوسف الحمامي وأجازه ابن طبرزد، وابن سكينة، وهو آخر من أدى عنهما، وقرأ القراءات بالروايات على الفخر الموصلي، وأجازه أيضا أحمد بن الحسن العاقولي، وكان شيخ المستنصرية.
تاج الدين علي بن الصاحب فخر الدين إسماعيل بن إبراهيم ابن أبي القاسم أبي طالب بن سعيد بن علي بن سعيد بن كسيرات المخزومي.
مات في مستهل ذي الحجة من هذه السنة بطرابلس، ومولده في مستهل ذي الحجة سنة تسع وستين وستمائة، كان فاضلا أديبا، مليح الشعر، فمن شعره قوله:
يقولون الغداة تموت وجدا ... فقلت لهم ورب الأخشبين
لقد سربلت ثوب الفصل قسرا ... على رغم النوى لم أخش بيني
شهاب الدين أحمد بن عثمان بن أبي الرجاء بن أبي الزهر بن السلعوس التنوخي.
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 315