responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 314
كان أحد عدول القسمة بدمشق، وولى نظر الأيتام في وقت، وكان ذا ثروة، ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة وسمع الحديث، ووقف داره دار حديث، وهي التي تسمى النفيسية التي بالرصيف، وكانت وفاته يوم السبت بعد الظهر الرابع من ذي القعدة منها، ودفن بسفح قاسيون.
الشيخ الإمام العالم البارع الفاضل عفيف الدين عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري، نزيل الحرم الشريف النبوي.
ومولده سنة خمس وعشرين وستمائة، ومات في هذه السنة، ودفن بالبقيع، وكان عند الأمير عز الدين شيحة - صاحب المدينة - بمنزلة الأب والوزير، وعرض عليه وزارته فأبى، وكان يرسله في مهماته إلى مصر والشام والعراق، وجاور بالمدينة مدة خمسين سنة، وحج أربعين حجة.
وله نظم، فمنه قوله:
إليك رعاك الله لا زلت منعما ... ومن غير الدهر الخؤون مسلما
كتبت ولولا حب ساكن طيبةٍ ... لوافاك شخصي دون خطى مسلما
ولكنني أصبحت رهن صبابةٍ ... بجيرة سلع والعقيق متيما
ولى بالنقا لا زلت جار أهيلةٍ ... قديم هوى في حبة القلب خيما
وبين ثنيات الوداع إلى قبا ... لقلبي أسرارٌ أبت أن تكتما
وبالحرم المأنوس آنست نسمة ... لأنعمى بها آنست سلمى وكلثما
وكم فاح لي من طيب طيبة نعمة ... ألذ من الإثراء لمن كان معدما
وكم حزت من فضل بمسجد أحمدٍ ... وبالروضة الزهراء كم نلت أنعما
أروح وأغدو بين قبر ومنبر ... قلوب الورى شوقا تطير إليهما
أقوم تجاه المصطفى ومدامعي ... على الخد تجرى فرحة لا تندما
فلى كل يومٍ موسمٌ متجددٌ ... بقرب رسول الله يتبع موسما
لعمري هذا الفخر لا فخر من غدا ... يرى مغرقا في الظاعنين ومشيما
ولم أك أهلاً للوصال وإنما ... تطفلت تطفيلا فألفيت منعما
وجاورت خير العالمين محمدا ... أبا القاسم الهادي العظيم المعظما
أعز الورى جاها وأغزرهم نداً ... وأوسعهم حلما وأمنعهم حما
فلا بدلت نفسي بطيبة غيرها ... إلى أن يوارى اللحد مني أعظما
وله:
طلبت سواكا منك يا غاية المنى ... وما لي قصد في السواك سواكا
كذاك أراك قد أردت تفاءلا ... لعلي من بعد البعاد أراكا
الصدر الرئيس الفاضل الأديب نور الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الضيف ابن مصعب الدمشقي.
مات في هذه السنة ببستانه بسطرا، ودفن بسفح قاسيون قبالة المدرسة الأتابكية، كان فاضلا في النحو واللغة، وكان تجرد وهو شاب مع الفقراء الحريرية، وسافر إلى مصر وغيرها من البلاد، وكان من رؤساء دمشق.
وله نظم مليح، ومن شعره ما كتبه إلى الأمير علم الدين الدواداري وهو:
هل شمت بالشام برق لاح من أضم ... على المقطم من شوقي إلى العلم
ومنزلي بين وادي النيربين إلى ... سفح البنفسج لا بالضال والسلم
طوراً على جانبي ثورا نناشدني ... ورق الحمائم بالأسجاع والنغم
وتارةً حول باناسٍ وفائضةٍ ... تجرى إلى بردى بالبارد الشيم
وفي المقاسم أنهارٌ جداولها ... تجرى إلى الغوطة الفيحاء بلا قدم
وحسن ربوتنا مع فضل معبدها ... يجاب فيه دعاء داع ومستلم
مواطن هي مرباى ومرتبعى ... ودار لهوى وإخواني وملتزمى
كم قد قطعت بها والدار تجمعنا ... من صفو عيش بطيب الوصل مبتسم
منازل تشبه الجنات منظرها ... إن لم تكنها لما فيها من النعم
لكنها تشتكي شوقٌ أضر بها ... إلى أميرٍ كثير الجود والكرم
جمال الدين إبراهيم بن الشيخ شمس الدين أبي الحسن علي بن شيخ السلامية.
مات ليلة الأربعاء غرة ربيع الأول منها، ودفن يوم الأربعاء بمقابر باب الفراديس، كان فاضلا أديبا، ومن شعره:

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست