اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 24
منها: كانت وقعة بين بركة خان بن باطو وبين هلاون بن طولو ملك التتار، قد ذكرنا أن براق شين زوجة طغاى بن باطوخان لما لم يوافقها التتار على تمليك ولدها تدان منكو راسلت هلاون وهو يومئذ ببلاد عراق العجم بصدد افتتاحها، وأطمعته في أخذ مملكة الشمال التى في بنى عمه، فلما وصلته رسالاتها تجهز وسار بجيوشه إليها، وكان وصوله بعد مقتلها وجلوس بركة على سرير الملك، فبلغه وصول هلاون لحربه، فسار للقائه بعساكره وحزبه، وكان بينهما نهر يسمى نهر ترك، وقد جمد ماؤه لشدة البرد، فعبر عليه هلاون وعساكره متخطياً إلى بلاد بركة، فلما التقى الجمعان واصطدم الفريقان كانت الكسرة على هلاون وعسكره، فولوا على أدبارهم وتكردسوا على النهر الجامد، فانفقأ الجمد من تحتهم، فغرق منهم جماعة كثيرة، وأفلت من نجا منهم من المصاف والغرق صحبة هلاون راجعاً إلى بلاده، ونشأت الحرب بينهم من هذه السنة وصارت العداوة بين هاتين الطائفتين متمكنة.
وكان فيمن شهد مع بركة هذه الوقعة ابن عمه نوغبه بن ططر ابن مغل بن دوشى خان، فأصابته في عينه طعنة رمح فعوِّر، ولما قذف النهر جثث الغرقى جمعها نوغيه المذكور مع حثث القتلى أهراماً وقال: هذه أجساد بنى الأعمام والذرية فلا نتركها يأكلها الذئاب والكلاب في البرية.
ومنها: أن هلاون فتح بالمشرق قلعتين أخرايين من قلاع الإسماعيلية، اسم الواحدة بمجوش واسم الأخرى نماشر، ولم يزل يخرب أولاً فأولاً ويقتل من لقى منهم حتى أفنى عامتهم. بقية الحوادث
منها: ما قاله المؤيد: وهو أنا الملك المعز أيبك تزوج شجر الدر أم خليل التى خطب لها بالسلطنة في ديار مصر، وقيل: إنما تزوجها في السنة الماضية، والله أعلم.
ومنها: أنه كان وقع فتنة بين الحج العراقى وأصحاب مكة وأصلح بينهم الملك الناصر داود، وكان قد ذهب إلى بغداد، ثم حج من العراق، ولما عاد أقام بالحلَّةِ.
وقال المؤيد: وفي هذه السنة طلب الناصر داود من الملك الناصر يوسف ابن الملك العزيز بن الظاهر بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب دستوراً إلى العراق بسبب طلب وديعته فمن الخليفة وهى الجوهر الذى تقدم ذكره، وأن يمضى إلى الحج، فأذن له الناصر يوسف في ذلك، فسار الناصر داود إلى كربلاء، ثم مضى منها إلى الحج، ولما رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم تعلق بأستار الحجرة الشريفة بحضور الناس وقال: اشهدوا أن هذا مقامى من رسول الله عليه السلام داخلاً عليه مستشفعاً به إلى ابن عمه المستعصم في أن يُردَّ علىَّ وديعتى، فأعظم الناس ذلك، وجرت عبراتُهُم، وارتفع بكاؤهم، وكتب بصورة ما جرى مشروحاً ورفع إلى أمير الحاج كيخسرو وذلك يوم السبت الثامن والشعرين من ذي الحجة من هذه السنة، وتوجه الناصر مع الحاج العراقى وأقام ببغداد.
وفيها: وفيها
ذكر من توفى من الأعيان
الفقيه ضياء الدين صقر بن يحيى بن صقر، مات في حلب ليلة الإثنين الثامن عشر من صفر من هذه السنة.
وكان شيخاً فاضلاً ديناً، ومن شعره:
من ادَّعى أنّ له حاجة ... تُخْرِجهُ عن منهج الشَرْع
فلا تكوننَّ له صاحباً ... فإنَّه ضرٌّ بلا نَفْع
واقف القوصيَّة أبو العز إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن الأنصارى القوصى، واقف داره التي بالقرب من الرحبة على أهل الحيدث وبها قبره.
وكان ظريفاً مطبوعاً، حسن المحاضرة، وقد جمع له معجماً حكى فيه عن مشايخه أشياء كثيرة مفيدة.
وقال أبو شامة: وقد طالعته بخطه، فرأيت فيه أغاليط وأوهاماً في أسماء الرجال وغيرها، فمن ذلك أنه انتسب إلى سعد بن عبادة بن دليم، فقال سعد ابن عبادة بن الصامت: وهذا غلط فاحش.
وكانت وفاته يوم الإثنين سابع عشر ربيع الأول من هذه السنة.
الشيخ الصالح الجليل مجد الدين أبو المجد على بن عبد الرحمن الأخميمى الخطيب.
وكان أحد المشايخ المشهورين بالدين والعلم، وله قبول تامّ، من الخاص والعامّ، وكرم الأخلاق، توفى في هذه السنة ودفن بالقرافة، وقبره ظاهر يزار.
الشريف المرتضى نقيب الأشراف بحلب وهو أبو الفتوح المرتضى بن أبي طالب أحمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن زيد بن جعفر بن محمد بن أحمد ابن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين الحلبى النقيب، المنعوت بالعز.
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 24