responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 150
ونحن جلبنا الخيل في كل غارة ... إلى معلها والروم فاسأل تخبّر
مع الفارس الكرار في حومة الوغا ... أبي الفتح بيبرس الهمام الغضنفر
عليه سلام الله مني تحيّة ... إلى أن ألاقى الله في يوم محشر
ذكر نزول السّلطان بمرج حارم
لما رحل السلطان من قيساريّة في التاريخ المذكور آنفا نزل في صحراء قراجا قريب بازاريكو، ثم رحل منها إلى أن انتهى إلى مرج حارم وصحبته علاء الدين علي بن البرواناه، ومن أخذ من الروم أسيراً، ومن جاء بالطاعة مستجيرا.
وأقام السلطان على مرج حارم شهرا، وقد ربّعت خيول العساكر في المروج وأخذت الأعين حقها من منظرها البهيج، واستراحت العساكر هناك وهم آمنون سالمون وعلى أعدائهم منصورون مؤيدون.
ذكر مجيء أبغا إلى موضع المعركة
ولما بلغ خبر هذه الوقعة إلى أبغا بن هلاون ملك التتار، وتحقق عنده ما حلّ بعسكره من الكسرة، نهض وجاء حتى شاهد بنفسه مكان المعركة ومن فيها من قتلى المغول، فأعظم ذلك وحنق على البرواناة، إذ لم يعلمه بجليّة الحال، وأضمر ذلك في نفسه، ثم جاء إليه البرواناة وتلقاء، وسار في خدمته، واتفق في ذلك الوقت أن أيبك الشيخ قفز من عسكر السلطان وتوجّه إلى أبغا، لأن السلطان كان قد ضربه، فوجد في نفسه من ذلك، وحضر عنده، وأطلعه على أمر البرواناة، وأنه كان الباعث للملك الظاهر على الحضور إلى بلاد الروم بتكرار كتبه وتواتر رسله، فازداد غيظ أبغا عليه ولا سيما لما شاهد قتلى المغول الأكابر، وأن القتلى جميعا من عسكر التتار وليس فيهم أحد من الروميين، وتحقق عنده مخامرة البرواناة وتخاذل عسكر الروم، فعند ذلك أمر بنهب بلاد الروم من قيسارية إلى أرزنجان، وقتل المسلمين الذين بها، فتفرقت عساكره تنهب وتقتل، وقتلوا من المسلمين خلقا لا يحصون كثرة، وكان من جملة من قتل القاضي جلال الدين بن الحبيب، ولم يتعرضوا إلى نصارى البلاد، وامتدت غاراتهم مسافة سبعة أيام.
ووكل أبغا بالبرواناه من حيث لم يظهر ذلك له، واستصحب معه السلطان غياث الدين، والصاحب بن خواجا على، ورجع، فلما عبر على قلعة كغويته أمر أبغا البرواناه أن يسلّمها إلى نوابه، فنادى البرواناه نائبه الذي بها ليسلمها إلى أبغا، فأبى وامتنع بها، فرحل أبغا وسار إلى أرزنجان فاشتراها له ملكا واعتّد بثمنها عن الإثارة المقررّة له على بلاد الروم، وسار إلى قلعة كملخ فأمر البرواناه أن يخرجوا إلى خدمة أبغا، فأبوا وقالوا: نحن تحت طاعة القان إذا رحل عنا خرجنا، فإنا نخاف سطوته، فطلع إليها الصاحب شمس الدين الجويني وأعرض حواصلها، وحمل مابها من القماش والمال لأبغا، وساق إليه ما كان فيها من الخيل.
ثم سار إلى قلعة بابرت، فخرج إليه شيخ منها وقال: أريد من القان الأمان لأتكلم بين يديه كلمتين فقال: قل ولك الأمان.
قال: يا ملك البسيطة عدوك حضر إلى بلادك وما تعرض للرعيّة ولا أسال لهم محجمة دم، وأنت قصدت العدّو وجئت في طلبه، فلما أنخت على رعيتك، فقتلتهم ونهبت بلادهم وخربتها، فمن هو من الخانات الذين تقدمّوا من أسلافك من هذه السّنة واعتمد هذه الياساق، فاغتاط أبغا لذلك وعطف على الأمراء الذين أشاروا عليه بنهب البلاد، فأهانهم، وأطلق كلّ من كان قد أخذ أسير، فكانت عدتهم أربعمائة 614 ألف نفر، وسار إلى الأردو، وقتل البرواناه.
ذكر مقتل البرواناه
واسمه سليمان بن علي بن محمد بن حسن، ولقبه علاء الدين البرواناه، ومعناه الحاجب بالعجمىّ وكان رجلا شجاعا، كريما، جوادا، عارفا بتدبير المملكة، ذا مكرودهاء.

اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست