اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 15
واتفق ان الأشرف صاحب تل باشر وتُدمر والرحبة يومئذ أرسل إلى الناصر داود مركبين موسقين دقيقا وشعيراً، وأرسل الناصر يوسف صاحب دمشق يتهدده على ذلك.
ثم أن الناصر داود قصد مكاناً للشرابى واستجار به، فرتب له الشرابى شيئاً دون كفايته، وأذن له في النزول بالأنبار، وبينها وبين بغداد ثلاثة ايام، والناصر داود مع ذلك يتضرع إلى الخليفة المستعصم فلا يجيب ضراعته، ويطلب منه وديعته فلا يردها إليه، ولا يجييه إلا بالمماطلة والمطاولة.
وكانت مدة مقامهُ منتقلا في الصحارى مع غزية ثلاثة اشهر، ثم بعد ذلك أرسل الخليفة وشفع فيه عند الناصر يوسف، فأذن له في العود إلى دمشق، ورتب له مائة الف درهم على بحيرة فامية وغيرها، فلم يتحصل من ذلك غلاَّ دون ثلاثين الف درهم.
ومنها: أنه وصلت الأخبار من مكبة بأنّ ناراً ظهرت في أرض عدن وبعض جبالها، بحيث كانت تظهر بالليل، ويرتقع بالنهار دخان عظيم.
وفيها:) . (.
وفيها: حج بالناس من بغداد، فكان لهم عشر سنين لم يحجوا منذ مات المستنصر بالله إلى هذه السنة. ذكر من تُوفى فيها من الأعيان
صاحب المشارق في الحديث، والعباب في اللغة، الصاغانى أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن على بن إسماعيل القرشى العدوىّ العُمرى، من ولد عمر بن الخطاب رضى الله عنه، الصاغانى المحتد، الَلوْهَوْرىِ، البغدادى الوفاة، الف5قيه الحنفى المحدث اللغوى المنعوت بالرضى.
ولد بلوهور بفتح اللام وسكون الواوين بينهما هاءٌ مفتوحة وفي آخرها راءٌ وهي مدينة كبيرة من بلاد الهند، كثيرة الخير، ويقال لها: لهاوُور أيضاً، سنة سبع وسبعين وخمسمائة، يوم الخميس عاشر صفر، ونشأ بغزنة، ودخل بغداد في صفر سنة خمس عشرة وستمائة، وتوفى بها ليلة الجمعة تاسع عشر شعبان سنة خمسين وستمائة، ودفن بداره في الحريم الظاهرى، ثم نقل إلى مكة ودفن بها، وكان أوصى بذلك، وجعل لمن يحمله ويدفنه بمكة خمسين دينارا.
وسمع بمكة وعدن والهند.
وصنف مجمع البحرين في اثنى عشر سفرا، وصنف العباب، ومات قبل أن يمكله بثلاثة أحرف أو أكثر، وصنف الشوارد في اللغات، وشرح القلادة السمطية في توشيح الدريدية، وكتاب فعال على وزن جذام وقطام وفعلان على وزن شيبان، وكتبا الإنفعال، وكتبا مفعول، وكتاب الأشداد، وكتاب العروض، وكتاب في أسماء الأسد، وكتاب في أسماء الذئب، وكتاب مشارق الأنوار النبوية في الحديث، ودُرر السحابة في وفيات الصحابة، ومختصر الوفيات، وكتاب الضعفاء، وكتاب الفرائض.
وكان عالما صالحا.
والصاغانى نسبة إلى قرية بمرو يقال لها: جاغان، فعربت وقيل: صاغان.
الكرنُ البخارى الحنفى محمود بن الحسين بن محمود بن فلان أبو القاسم، المنعوب بالركن البخارى.
فقيه، عالم بالخلاف، والأصلين، وعلم البديع، والشعر.
مولده ببخارى سنة اثنتين وتسعين وخمسائة، وتوفى بدمشق ليلة الأحد سادس رمضان من سنة خمسين وستمائة.
ومن تصانيفه شرحان للجامع الكبير أحدهما مختصر والآخر مطلو سماه البحرين، وصنف كتابا سماه خير مطلوب، صنفه للملك الناصر داود بن الملك المعظم.
وكان عالما فاضلا، رحمه الله.
شمسُ الدين محمد بن سعد المقدسى، الكاتبالحسن الخط كثير الأدب.
سمع الكثير، وخدم السلطان الصالح إسمايعل والناصر داود، وكان دينا فاضلا شاعراً، له قصيدة يمدح فيها الصالح إسماعيل وما يلقاه الناس من ويزره وقاضيه وغيرهما من حواشيه، مات في هذه السنة.
عبد العزيز بن علي بن عبد الجبار، المغربى أبوه.
ولد ببغداد، وسمع بها الحيدث، وعنى بطلب الحديث والعلم، وصنف كتابا في مجلدات على حروف المعجم في الحديث، وحرر فيه حكاية مذهب الإمام مالك رضى الله عنه.
الشيخ أبو عبده الله محمد بن غانم بن كريم الأصبهانى.
قدم بغداد، وكان إماما فضلاً، فتتلمذ للشيخ شهاب الدين السهروردى، فانتفع به، وتكلم بعده على الناس في الوعظ، وفاق أهل زمانه، وكان حسن الطريقة، له يد في التفسير، وله تفسير على طريقة التصوف، وفيه لطافة، ومن أشعاره:
وقوفى بأكناف العقيق عقوق ... إذا لم أَرِدْ والدمعُ فيه عقيق
وإن لم أُمتْ شوقاً إلى سكن الحمى ... فماأنا فيما أدعيه صَدُوقُ
اسم الکتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان المؤلف : العيني، بدر الدين الجزء : 1 صفحة : 15