اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي الجزء : 1 صفحة : 407
تحته بيوت عبد الرحمن بن يزيد، وابن خلف مولى العباس بن محمد، وهو ممتد إلى دار الأراكة ... انتهى[1]، ذكر هذا في تعريفه لما في شق معلاة مكة اليماني، وذكر ما سبق في كداء الذي هو ثنية المقبرة في شق معلاة مكة الشامي، وتغاير الجهتين يقتضي مغايرة المكانين، وذكر في موضع آخر ما يقتضي أن كدا موضعا بأعلى مكة غير كداء الذي هو ثنية المقبرة، ولم يتعرض لضبط ذلك، فتصير المواضع أربعة، اثنان لا تعلق لهما بالمناسك، واثنان لهما تعلق بالمناسك، وهما كداء الذي هو ثنية المقبرة، وكدي الذي هو في طريق المدينة، وإنما استحب الخروج منه والدخول إلى مكة من آذاخر، لكون النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في حجة الوداع، وأما في فتح مكة فدخل صلى الله عليه وسلم من ثنية أذاخر بأعلى مكة، على ما ذكره ابن إسحاق في سيرته، والأزرقي، وذكر موسى بن عقبة ما يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح من كداء بأعلى مكة، وكذلك الزبير بن العوام رضي الله عنه[2]، والله أعلم بالصواب.
وأما في عمرته في الجعرانة فدخل صلى الله عليه وسلم مكة من أسفلها وخرج من أسفلها، كذا في خبر ذكره الفاكهي بإسناده، وفيه من لم أعرفه، والله أعلم.
السابع عشر: المأزمان اللذان يستحب للحاج أن يسلك طريقهما إذا رجع من عرفة، هو الموضع الذي تسميه أهل مكة الآن: المضيق بين المزدلفة وعرفة، قال صاحب "المطالع" المأزمان مهموز مثنى، قال ابن شعبان: هما جبلا مكة وليس من المزدلفة ... انتهى.
وقال النووي في "التهذيب" والمأزمان جبلان بين عرفات ومزدلفة بينهما طريق. هذا معناهما عند الفقهاء فقولهم: على طريق المأزمين أي الطريق التي بينهما، وأما أهل اللغة فقالوا: المأزم الطريق الضيق بين جبلين"[3] ... انتهى باختصار.
وذكر المحب الطبري معنى ذلك، قال: وأنكر بعض الناس على الفقهاء ترك همز المأزمين وعده لحنا، وهذه عبارة غير محررة، فإن ترك الهمز في المثال جائز باتفاق أهل العربية، فمن همز فهو الأصل، ومن لم يهمز فعلى التخفيف، فهما فصيحان ... انتهى.
وذكر الأزرقي أن ذرع ما بين مأزمي عرفات مائةٌ ذراع واثنا عشر إصبعا، وذكر ذلك ابن خليل هكذا [1] أخبار مكة للفاكهي 4/ 145. وقال محقق الكتاب: وأرى أن وجود هذه الترجمة وهم من النساخ لا أنسبه للفاكهي؛ لأن ما هو مذكور في شرح الترجمة سيذكره الفاكهي في "ثنية كدي"، ودار الأراكة ودار ابن خلف مولى العباس ذكرهما الفاكهي وحدد موضعهما على "ثنية كدي". [2] السيرة النبوية للإمام المعافري 4/ 91. [3] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 2: 148.
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي الجزء : 1 صفحة : 407