اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي الجزء : 1 صفحة : 406
ومن هذه الثنية دخل قيس بن سعد بن عبادة يوم فتح مكة على ما ذكر الأزرقي[1]، وذكر ما يقتضي أن حسان بن ثابت عناها بقوله السابق في كداء بالفتح، وأنشد على غير ما أنشده الفاكهي لأنه قال:
عدمنا خيلنا إن لم تروها ... تثير النقع موعدها كداء2
... انتهى.
وبأسفل مكة ثنية يقال لها: كديّ، بالضم وتشديد الياء وتنوينها، يخرج منها إلى جهة اليمن، ذكر ذلك المحب الطبري، قال: وقد بني عليها باب مكة الذي يدخل منه أهل اليمن ويخرجون، هكذا قال في "شرح التنبيه"، وقال في "القرى": والثالثة كدي، بالضم وتشديد الياء مصغر، موضع بأسفل مكة، والأوليان هما المشهورتان، وهذه يخرج منها إلى جهة اليمن، هذا ضبط عن المحققين، ومنهم: أبو العباس أحمد بن عمر العذري، فإنه كان يرويه عن أهل المعرفة بمواضع مكة من أهلها، حكاه عنه الحميدي[3] ... انتهى.
وما ذكره من أنه بني على الثنية التي يقال لها كدي بالتصغير باب مكة الذي يدخل منه أهل اليمن ويخرجون، يخالف ما يقوله الناس فيها، لأنهم يذكرون أنها الثنية التي يهبط منها إلى خم، وخم: شعب مشهور، وليس هو خم الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم عند غديره: "من كنت مولاه فعلي مولاه" الوارد في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فإنه موضع عند الجحفة، وبينها وبين باب مكة الذي أشار إليه المحب الطبري غلوتان، والله أعلم.
وممن ذكر هذا الموضع سليمان بن خليل، لأنه قال: وأما كدي بالتصغير بضم الكاف وفتح الدال، فإنه جبل بأسفل مكة يخرج منها إلى اليمن ... انتهى. وما ذكرناه في ضبط كداء العليا، وكدي السفلى التي بني عليها باب الشبيكة هو الصواب، وضبط بعضهم العليا بالضم، وهذه السفلى بالفتح، ونسب النووي قائل ذلك إلى الغلط والتصحيف[4] وذكر صاحب "المطالع" ما يشهد لمن ضبط العليا بالضم، ولكن المشهور فيها الفتح، والله أعلم.
وذكر الفاكهي ما يقتضي أن بأعلى مكة موضعا آخر يقال له كداء غير كداء الذي هو ثنية المقبرة، لأنه قال: كداء: الجبل المشرف على الوادي مقابل مقبرة أهل مكة، اليوم [1] أخبار مكة للأزرقي 2/ 286.
2 البيت من قصيدة مطلعها:
عفت ذات الأصابع فالجواء ... إلى عذراء منزلها خلاء [3] القرى "ص: 254". [4] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 2: 123، 124.
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي الجزء : 1 صفحة : 406