اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي الجزء : 1 صفحة : 355
وممن عمر مسجد الهليلجة: أبو النصر الأستراباذي عنه وعن أخيه في سنة ست وستين وأربعمائة[1]. ثم الملك المسعود صاحب اليمن ومكة في سنة تسع عشرة وستمائة[2]، وتاريخ عمارته وعمارة أبي النصر في حجرين مكتوب فيهما ذلك بالمسجد المذكور[3].
وقد حررنا ذرع هذين المسجدين، فكان طول المسجد المعروف بمسجد الهليلجة من وسط المحراب إلى الجدار الذي في آخر رحبته: خمسة وعشرين ذراعا، وطوله خارجا عن الرحبة: أحد عشر ذراعا، وعرضه: ثلاثة وعشرون ذراعا وربع ذراع، وبين هذا المسجد وبين أول الأعلام التي في الأرض لا التي في الجبل بالتنعيم: سبعمائة ذراع وأربعة عشر ذراعا. كل ذلك حرر بذراع الحديد.
وكان طول المسجد الآخر المنسوب إلى عائشة رضي الله عنها الذي يلي مسجد الهليلجة المشار إليه من المحراب إلى جدار الرحبة المقابل له أربعة وعشرين ذراعا وثلثي ذراع: وعرض الموضع المعبر منه: ثلاثة وعشرون ذراعا وثلاثة أرباع الذراع بالذراع الحديد أيضا. وذرع ما بين المسجدين المشار إليهما: ثمانمائة ذراع، واثنان وسبعون ذراعا بالذراع المذكور.
ومنها: مسجد يقال له: مسجد الفتح بالقرب من الجموم من وادي مر الطهران، يقال: إنه من المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ذكره شيخنا القاضي زين الدين بن حسين المراغي المدني في "تاريخه للمدينة المنورة" في المساجد التي نقل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيها بين مكة والمدينة. ونص كلامه: ومسجد في المسيل الذي بوادي مر الظهران حين يهبط من الصفراوات عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة، ومر الظهران وهو بطن مر المعروف الآن بمسجد الفتح ... انتهى.
وممن عمر هذا المسجد على ما بلغني الشريف أبو نمى صاحب مكة وبلغني أنه سبق عمه الشريف إدريس بن قتادة إلى عمارته لما بلغه أن عمه يريد أن يعمره. [1] إتحاف الورى 2/ 475، والعقد الثمين 3/ 261، والنجوم الزاهرة 5/ 95. [2] العقد الثمين 6/ 340، والنجوم الزاهرة 7/ 72. [3] وعمره السلطان العثماني محمود عام 1011هـ ومحمود بك والي جدة عام 1012هـ، وأصلح الوزير سنان بك بئرا بجواره وذلك عام 978هـ، وجددت عمارة المسجد في عهد الملك عبد العزيز آل سعود.
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي الجزء : 1 صفحة : 355