اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي الجزء : 1 صفحة : 354
بإنشاء المنارة التي هي الآن فيه، واسمه مكتوب في لوح فيها إلى الآن. وأن أحمد بن عمر المعروف بابن المرجاني التاجي الدمشقي عمره لما كان مجاورا بمكة في سنة عشرين وسبعمائة بما زيد على عشرين ألف درهم، وأصلح فيه بعد ذلك مواضع متشعثة في عصرنا وفيما قبله، وقد كثر تشعثه في عصرنا، وزال كثير من ذلك بعمارته في سنة عشرين وثمانمائة[1] والذي تطوع بمصروف هذه العمارة ما عرفته، والمتولي لمصروفها الشيخ علي البغداني شيخ رباط موالينا جهة فرحان بمكة، ولكن ضيق بابه الكبير الذي يلي الطريق العظمى إلى عرفة ومكة، ولو لم يضيقه كان أحسن، للحاجة إلى سعته في أيام الحج[2].
ومن ذلك: المسجد الذي اعتمرت منه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بعد حجها في حجة الوداع وهذا المسجد بالتنعيم[3]. واختلف فيه فقيل: هو المسجد الذي يقال له: المسجد الهليلجة، بشجرة هليلجة كانت فيه وسقطت من قريب، وهو المتعارف عند أهل مكة على ما ذكر سليمان بن خليل، وفيه حجارة مكتوب فيها ما يؤيد ذلك، والله أعلم.
وقيل: هو المسجد الذي بقربه بئر، وهو بين هذا المسجد وبين المسجد الذي يقال له مسجد علي، بطريق وادي مر الظهران، وفي هذا أيضا حجارة مكتوب فيها ما يشهد لذلك. والخلاف في ذلك من قديم ذكره الفاكهي وغيره. ورجح المحب الطبري أنه المسجد الذي بقربه البئر، وهو الذي يقتضيه كلام إسحاق الخزاعي وغيره، والله أعلم.
وعمره على ما ذكر إسحاق الخزاعي: عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى العباسي أمير مكة ثم العجوز والدة المقتدر العباسي على ما ذكر الخزاعي ثم زوج الملك المنصور صاحب اليمن، وتاريخ عمارتها في سنة خمس وأربعين وستمائة أو في سنة أربع وأربعين وستمائة[4] على ما ذكر المحب الطبري في تاريخ عمارتها[5]. [1] إتحاف الورى 3/ 172 والعقد الثمين 3/ 113، والبداية والنهاية 14/ 96. [2] وعمره الملك الأشرف عام 874هـ، والسلطان محمد قزلار الأغا عام 1072هـ، وسليمان أغا عام 1902م من قبل الخليفة العثماني محمد رشاد، وجددت عمارته في عهد الملك عبد العزيز آل سعود. [3] ويعرف هذا المسجد باسم مسجد التنعيم، والتنعيم هو حد الحرم من جهة المدينة. [4] في إتحاف الورى أن ذلك تم في آخر هذه السنة وأول السنة التي بعدها "إتحاف الورى 3م 64، ودرر الفرائد ص: 704". [5] القرى "ص: 665.
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي الجزء : 1 صفحة : 354