اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي الجزء : 1 صفحة : 330
ذكر علاج زمزم في الإسلام:
روينا عن الأزرقي بالسند المتقدم إليه أنه قال: ثم كان قد قل ماؤها جدا، حتى كانت تجم في سنة ثلاث وعشرين ومائتين وأربع وعشرين ومائتين قال: وخرب فيها تسعة أذرع سحا في الأرض في تقرير جوانبها، ثم قال: وقد كان سالم بن الجراح قد خرب فيها في خلافة الرشيد أذرعا، وكان قد خرب فيها في خلافة المهدي أيضا، وكان عمر بن ماهان وهو على البريد والصواف في خلافة الأمين محمد بن الرشيد قد خرب فيها، وكان ماؤها قد قل حتى كان رجل يقال له: محمد بن بشير من أهل الطائف يعمل فيها، قال: وأنا صليت في قعرها[1] ... انتهى باختصار[2]. [1] أخبار مكة للأزرقي [2]/ 43. [2] تجددت العمارة للبئر والقبة في مراحل تالية حتى كان وضعها قبل التوسعة السعودية. فكانت بئرا مستديرة الفوهة. عليها قطعة من المرمر على قدر سعة الفوهة والأرض المحيطة بالبئر فرشت بالرخام. ويحيط بالبئر من أعلى "درابزين" من حديد لمنع السقوط به، وفوقه شبكة من حديد، والبناء القائم على البئر مربع من الداخل طول كل ضلع "11"ذراعا "5.5م" وباب قبة زمزم في الجهة الشرقية. وفي المرحلة الثانية من التوسعة السعودية الأولى ما بين عامي 1381-1388هـ تمت إزالة المباني على البئر، وخفضت فوهة البئر على عمق "[2].7" مترا، يتم النزول فيه بدرج. وفيه قسمان أحدهما مخصص للرجال والآخر للنساء، ومزود بالصنابير. وقد تم تطوير البدروم في مرحلة تالية لزيادة استيعابه. وأصبح ماء زمزم متاحا في كل أنحاء الحرم المكي الشريف من خلال بئر زمزم نفسه. وبواسطة حافظات ترامس موحدة لماء زمزم المبرد موزعة بشكل متناسق في كل طوائف الحرم وحول صحن الطواف. إضافة إلى مجمعات مياه زمزم خارج الحرم لملء الجوالين، وسبل الملك عبد العزيز رحمه الله. ويتم تصنيع الثلج الذي يوضع في ماء زمزم لتبريده من ماء زمزم، ويصنع في مصنع خاص، وبذلك يصبح ماء زمزم المبرد كماء زمزم، وتم فيما بعد تبريد ماء زمزم آليا.
ذكر ذرع بئر زمزم وما فيها من العيون وصفة الموضع الذي هي فيه الآن:
وأما ذرعها: فذكره الأزرقي، لأنه قال فيما رويناه عنه بالسند المتقدم: كان ذرع غور زمزم من أعلاها إلى أسفلها ستين ذراعا، وفي قعرها ثلاث عيون عين حذاء الركن الأسود، وعين حذاء أبي قبيس والصفا، وعين حذاء المروة، وذكر ذلك الفاكهي[1].
وذكر الفاكهي خبرا به: أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال لكعب الأحبار: فأي عيونها أغزر؟ العين التي تجري من قبل الحجر الأسود، قال: صدقت[2] ... انتهى. [1] أخبار مكة للفاكهي 1/ 74. [2] أخبار مكة للفاكهي 2/ 31230، وطبقات ابن سعد 7/ 445، وابن حجر في الإصابة 3/ 298.
اسم الکتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام المؤلف : التقي الفاسي الجزء : 1 صفحة : 330