responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة الإسلام في الأندلس المؤلف : عنان، محمد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 409
والخروج، فوقف عبد الرحمن على أمرهما واكتفى بنفيهما من الأندلس.
فسار أمية إلى مدينة شنترين [1] في ناحية الغرب، واستولى عليها ورفع بها علم الثورة، وتحالف مع ملك ليون. فأمر الناصر القائد أحمد بن محمد بن إلياس، وكان مقيماً في بطليوس ليرصد حركات أمية بن إسحاق، أن يغزو أرض العدو، فسار إلى أراضي ليون واشتبك مع الجلالقه في معركة، هزم فيها الجلالقة، وقتل منهم عدد جم، ولا سيما من أهل سمورة (جمادى الأولى سنة 326 هـ)، ثم أمر الناصر بعد ذلك القائد عبد الحميد بن بسيل، أن ينضم في قواته إلى أحمد ابن محمد بن إلياس، وأن يسيرا معاً إلى غزو ليون, فصدعا بالأمر، ووصلا بقواتهما إلى أرض النصارى وعاثا في جنباتها، وفي نفس الوقت تحركت بعض السفن من نهر الوادي الكبير وسارت نحو الغرب لغزو أهل شنترين الذين يناصرون أمية بن إسحاق. وانتهى الأمر بأن قام أحد الزعماء المحليين الذين يدينون بطاعة الأمير، واستطاع أن ينتزع شنترين من أمية، فالتجأ أمية إلى راميرو. أما أخوه أحمد فحاول أن يتصل بعمال الفاطميين في عدوة المغرب، وأن يأتمر معهم على حكومة قرطبة، فسعى عبد الرحمن إلى القبض عليه ثم أمر بإعدامه [2]، ولكن سنرى أن مغامرات بني إسحاق لم تنته عند هذا الحد.
واستمر حصار سرقسطة مدى أشهر، والناصر يشدد عليها الخناق شيئاً فشيئاً. وأخيراً اضطر محمد بن هاشم أن يبعث رسله في طلب الأمان والصلح، على أن يقره الناصر على حاله، فأبدى الناصر قبوله وتسامحه، وطلب أن يخرج إليه إخوة محمد ووجوه أهل سرقسطة لعقد الصلح. فخرج إليه وجوه سرقسطة، ومن بينهم إخوة محمد، يحيى وعبد الرحمن وهذيل. وعدة من ذوي الشوكة.
وهنا ثابت للناصر فكرة في انتهاز الفرصة، والقبض على تلك الصفوة المختارة من أهل سرقسطة، ليسدد إلى المدينة الثائرة ضربة مميتة، فأمر بالقبض عليهم جميعاً واعتقالهم داخل سرادقه، فلما علم محمد بن هاشم بما تم سُقط في يده، وشعر بوقوع هذه الضربة التي حرمته من كبار معاونيه، ولكنه استمر صامداً ممتنعاً، ورسل الناصر تتردد إليه بالإعذار والإنذار دون جدوى. وأخيراً بعث

[1] وهي بالإفرنجية Santarem.
[2] ابن خلدون ج 4 ص 140؛ وابن الأثير ج 8 ص 115.
اسم الکتاب : دولة الإسلام في الأندلس المؤلف : عنان، محمد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 409
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست