اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 512
السورية على رأي[1]، وفي أثناء رحلته إلى القسطنطينية في عام 563م، على رأي آخر[2]. وأيا ما كان الأمر، فلقد عمل الحارث على نشر المذهب المونوفيزي في دويلته، وأصبحت "بصرى" عاصمة دينية للمنطقة، وذلك على الرغم من أن الإمبراطورية الرومانية كانت تنظر إلى هذا المذهب المسيحي نظرة شك وريبة، ومن ثم فقد كان هذا سببا في أن ينظر الإمبراطور إلى الحارث نفسه، نظرة الشك ذاتها، وزاد النار اشتعالا بطارقة القسطنطينة الذين كانوا يكرهون المذهب اليعقوبي، ويعتبرونه نوعا من الهرطقة الدينية[3].
ومهما يكن من أمر، فلقد وصلت دولة الغساسنة وقت ذاك إلى ذروة اتساعها، فقد كانت تمتد من قرب البتراء إلى الرصافة شمالي تدمر، وتشمل البلقاء والصفا وحران، وأصبحت "بصرى" التي بنيت "كاتدارئيتها" في عام 512م العاصمة الدينية في المنطقة، فضلا عن شهرتها كمركز تجاري مهم[4].
وفي عام 563م، زار الحارث جستنيان في القسطنطينية، فترك أثرا عميقا في نفوس رجال البلاط الإمبراطوري، كشيخ عربي مهيب، وإن لم يقابل بما يجب أن يقابل به الأبطال من مظاهر الحفاوة والتكريم، بسبب الخلافات المذهبية، ولعل السبب في هذه الزيارة، إنما كان مفاوضة الرومان فيمن يخلفه من أولاده، فضلا عن الاتفاق على السياسة التي يجب اتخاذها إزاء "عمرو بن المنذر"[5]. [1] نولدكه: المرجع السابق ص20-21، عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص484، وكذا
وكذا J.B. BURY, OP. CIT., II, 391 وكذا R. BELL, OP. CIT., P.21
وكذا W. SMITH, OP. CIT., II, P.328
وكذا FRANCOIS NAU, LES ARABES CHRISTIENS, P.52 [2] عبد اللطيف الطيباوي: المرجع السابق ص14، وكذا P.K. HITTI, OP. CIT., P.79 [3] نولدكه: المرجع السابق ص22، المشرق، الجزء11، ص486
وكذا PROVINCIA ARABIA, II, P.174. وكذا R. BELL, OP. CIT., P.23 [4] فيليب حتى: المرجع السابق ص448. [5] نولدكه: المرجع السابق ص20، جواد علي 3/ 409، جرجي زيدان: المرجع السابق ص201 سعد زغلول المرجع السابق ص209، عبد اللطيف الطيباوي: المرجع السابق ص14، فيليب حتى: المرجع السابق ص448، وكذا O'LEARY, OP. CIT., P.165
وكذا F. NAU, OP. CIT., P.58
وكذا THEOPHANES, CHRONOLOGRAPHIA, P.24
اسم الکتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم المؤلف : محمد بيومى مهران الجزء : 1 صفحة : 512